قوله :« نُتَخَطَّفُ » العامة على الجزم جواباً للشرط، والمنقريّ بالرفع، على حذف الفاء، كقوله :
٤٠١٣ - مَنْ يَفْعَلِ الحَسَنَاتِ اللَّهُ يَشْكُرُهَا | وكقراءة « يُدْرِكُكُمْ » بالرفع، أو على التقديم وهو مذهب سيبويه. |
قوله :« يُجْبَى » قرأ نافع بتاء التأنيث مراعاة للفظ ثمرات، والباقون بالياء للفصل ولأن تأنيثه مجازي والجملة صفة ل « حَرَماً » أيضاً، وقرأ العامة « ثَمَرَاتُ » بفتحتين وأبان بضمتين جمع ثُمُر بضمتين، وبعضهم بفتح وسكون.
قوله :« رِزقاً » إن جعلته مصدراً جاز انتصابه على المصدر المؤكِّد، لأن معنى « يُجبَى إليه » يرزقهم وأن ينتصب على المفعول له، والعامل محذوف، أي يسوقه إليه رزقاً، وأن يكون في موضع الحال من « ثَمَراتٍ » لتخصصها بالإضافة، ( كما ينتصب عن النكرة المخصصة )، وإن جعلته اسماً للمرزوق انتصب على الحال من « ثَمَرات » ومعنى « يُجْبَى »، أي يجلب ويجمع، يقال : جبيت الماء في الحوض أي : جمعته قال مقاتل : يحمل إلى الحرم ﴿ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِّزْقاً مِّن لَّدُنَّا ولكن أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ ﴾ أن ما نقوله حق.
قوله :﴿ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ ﴾ أي : من أهل قرية « بَطِرَتْ معيشتها »، قال الزمخشري : البطر سوء احتمال الغنى، وهو أن لا يحفظ حق الله تعالى، وانتصب « مَعِيشَتهَا » إما بحذف الجار واتصال الفعل كقوله :﴿ واختار موسى قَوْمَهُ ﴾ [ الأعراف : ١٥٥ ]، أو بتقدير حذف ظرف الزمان، أصله : بطرت أيَّام معيشتها، وإما بتضمين « بَطِرَتْ » معنى كفرت أو خسرت أو على التمييز أو على التشبيه بالمفعول به، وهو قريب من « سَفِهَ نَفْسَه ». قال عطاء : عاشوا في البطر فأكلوا رزق الله، وعبدوا غيره.
قوله :﴿ فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلاً ﴾ قال ابن عباس لم يسكنها إلا المسافرون، ومارُّ الطريق يوماً أو ساعة.