فصل
استدلت المعتزلة على أن الجنة والنار غير مخلوقتين بأنَّ هذه الآية تقتضي فناء الكل، فلو كانتا مخلوقتين لكان هذا يناقض قوله تعالى في صفة الجنة ﴿ أُكُلُهَا دَآئِمٌ ﴾ [ الرعد : ٣٥ ]، والجواب : هذا معارض بقوله تعالى ( في صفة الجنة ) ﴿ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ ﴾ [ آل عمران : ١٣٣ ] وفي صفة النار :﴿ وَقُودُهَا الناس والحجارة أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴾ [ البقرة : ٢٤ ] ثم إما أن يحمل قوله :﴿ كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ ﴾ على الأكثر كقوله :﴿ وَأُوتِيَتْ مِن كُلِّ شَيْءٍ ﴾ [ النمل : ٢٤ ] أو يحمل على الفناء القليل كقوله :﴿ أُكُلُهَا دَآئِمٌ ﴾ [ الرعد : ٣٥ ] على أن فناءها لما كان قليلاً بالنسبة إلى زمان بقائها لا جرم أطلق لفظ الدوام عليها.
قوله :« وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ » أي : في الآخرة، والعامة على بنائه للمفعول، وعيسى على بنائه للفاعل، روى الثعالبي في تفسير عن أُبَيِّ بن كعب قال :« قال رسول الله - ﷺ - :» من قَرَأَ طسم القصص لم يبق في السموات والأرض إلا شهد له يوم القيامة أنَّه كان مصدِّقًا أن كلَّ شيءٍ هالكٌ إلاَّ وجهه له الحكم وإليه ترجعون «