، وقال ابن عون : معنى الآية : إن الصلاة تنهى صاحبها عن الفحشاء وةالمنكر ما دام فيها، وقيل : المراد بالصلاة القرآن كما قال :﴿ ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت به ﴾ [ الإسراء : ١١٠ ]، أي بقراءتك، وأراد أنه يقرأ القرآن في الصلاة، فالقرآن يَنْهَاهُ عن الفحشاء والمنكر.
قوله :﴿ وَلَذِكْرُ الله أَكْبَرُ ﴾ أي ذكر الله أفضل الصناعات، قال عليه ( الصلاة و ) السلام :« أَلاَ أُنَبِّئُكُمْ بخيرِ أَعْمَالِكُمْ وأزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ وأرْفَعِهَا في دَرَجَاتِكُمْ وخَيْرٍ منْ إعَطاءٍ الذَّهَبِ والفِضَّةِ وأن تَلْقوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْربُوا أعْنَاقَهُمْ ويَضْرِبُوا أعْنَاقَكُمْ » قالوا : ماذا يا رسول الله؟ قال : ذِكْرُ الله وسئل رسول الله - ﷺ - أيذ العباد أفضل درجة عند الله يوم القيامة؟ قال : الذَّاكِرُونَ الله كثيراً، قالوا يا رسول الله : ومِنَ الغازي في سبيل الله، فقال : لو ضرب بسيفه الكفارَ والمشركين حتى ينكسر أو يَخْتَضِبَ دماً لكان الذاكرون الله كثيراً أفضل منهُ « وروي أبو هريرة قال :» كان رسول الله - ﷺ - يسير في طرق مكة مرَّ على جَبلٍ يقال له : حَمْدَان، فقال : سيروا هذا حَمْدان. سبق المُفْرَدُونَ، قالوا : وما المفردون يا رسول الله؟ قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات «
قيل : معنى قوله :﴿ ولذكر الله أكبر ﴾ أي ذكر الله إياكم أفضلُ من ذكركم إياه رُوِيَ ذلك عن عبد الله، وهو قول مجاهد، وعكرمة، وسعيد بن جبير، ويروى مرفوعاً عن موسى بن عُقْبة عن نافع عن ابن عمر عن رسول الله - ﷺ - وقال عطاء في قوله :﴿ إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر ﴾ من أن يَبْقَى معه معصية ﴿ والله يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ ﴾ قال عطاء : لا يخفى لعيه شيء.