﴿ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ ﴾ [ التوبة : ١٢٨ ] أي يحزنه ويؤذيه كالشُّغْل ( الشَّاغِل ) الغَالِبِ.
قوله :﴿ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ ﴾ أي نَفْسٌ وازة بحذف الموصوف للعمل به. ومعنى « تَزِرُ » تحمل، أي لا تحمل نَفْسٌ حاملةٌ حِمْلَ نَفْسٍ أخرى.
قوله :﴿ وَإِن تَدْعُ مُثْقَلَةٌ ﴾ أي نفس مثقلة بالذنبو نفساً إلى حملها فحذف المفعول به للعلم به. والعامة « لا يُحْمَلُ » مبنياَ للمفعول و « شَيْءٌ » قائم مقام الفاعل، وأبو السَّمَّال وطلحةُ- وتُرْوى عن الكسائي - بفتح التاء من فوق وكسر الميم أسند الفعل إلى ضمر النفس المحذوفة التي هي مفعولة « لِتَدْعُ » أي لا تَحْمِلُ تلك النفسُ الدَّعْوَة ( و ) شيئاً مفعول « بلاَ تَحْمِلْ ».
قوله :﴿ وَلَوْ كَانَ ذَا قربى ﴾ أي ولو كان المَدْعو ذَا قُرْبَى، وقيل التقدير ولو كان الدَّاعِي ذَا قربى، والمعنيان حَسَنَان، وقرئ :« ذُو » بالرفع على أنها التامة أي ولو حَضَرَ ذُو قُربى نحوك قَدْ كان من مَطَرْ، ﴿ وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ﴾ [ البقرة : ٢٨٠ ] قال الزمخشري : ونظم الكلام أحسن ملاءمةً للنَّاقِصَةِ لأن المعنى على أن المثقلة إذا دعت أحداً إلى حملها لا يحمل منه شيء ولو كان مَدْعُوهَا ذا قربى وهو ملتئم ولو قلت : ولو وُجِدَ ذو قربى لخرج عن التئامه، قال أبو حيان : وهو ملتئم على المعنى الذي ذكرناه قال شهاب الدين : والذي قال هو ولو حضر إذْ ذاكَ ذُو قربى ثم قال : وتفسيره « كان » وهو مبني للفاعل ب « وُجِدَ » وهو مبني للمفعول تفسير معنى والذي يفسر النَّحْويُّ به كان التامة نحو : حَدَثَ وحَضَرَ ووَقَعَ.

فصل


المعنى وإنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ بذنوبها غيرَها إلى حِمْلها أي يَحَمِلُ ما عليه من الذنوب لا يُحْمَل منْه شَيْءٌ ولو كان المَدْعو ذا قَرَابة له ابنَة أو أبَاه أو أمَّة أو أَخَاه. قال ابن عباس : يَلْقَى الأبُ أو الأمُّ ابنه فيقول يا بني احْمِلْ عني بَعْضَ ذُونُوبي فيقول لا أستطعي حَسْبِي ما عَلَيَّ.
قوله :﴿ إِنَّمَا تُنذِرُ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب ﴾ ولم يروه. قال الأخفش : تأويله إنذارك إنما ينفع الذين يخشون ربهم بالغيب.
قوله :« بالغيب » حال من الفاعل أي يَخْشَوْنَه غائبين عنه. أو من المفعول أي غائباً عنهم وقوله :﴿ الذين يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بالغيب وَأَقَامُواْ الصلاة ﴾ في المعنى.
قوله :﴿ وَمَن تزكى ﴾ قرأ العامة « تَزَكَّى » تَفَعَّلَ « فَإنما يَتَزَكَّى » يتفعل. وعن أبي عمرو « ومَنْ يَزَّكَّى فَإنَّما يَزَّكَّى » والأصل فيهما يَتَزَكَّى فأدغمت التاء في الزاي كما أدغمت في الدال نحو « يَذَّكَّرُونَ » في « يتَذَكَّرُونَ » وابن مسعود وطلحة :« وَمَن ازَّكَّى » والأصل تَزَكَّى فأُدغِمَ ( باجْتلابِ همزة الوصل « فَإنَّمَا يَزَّكَّى » أصله « يَتَزكَّى فأُدْغِمَ » كأبي عمرو في غير المشهور عنه.


الصفحة التالية
Icon