قال ابن عباس : الذين جعلوا لله شركاء ثم وصفهم بأنهم « إذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إلَهَ إلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ » يتكبرون عن كلمة التوحيد ويمتنعون منها ﴿ وَيَقُولُونَ أَإِنَّا لتاركوا آلِهَتِنَا لِشَاعِرٍ مَّجْنُونٍ ﴾ يعني النبي - ﷺ - وقرأ ابن كثير أينا لتاركوا برهمزة وياء بعدها خفيفة وألف ساكنة بلا مدة وقرأ نافع في رواية قالون وأبو عمرو كذلك، ويمدان والباقون بهمزتين بلا مد، ثم إنه تعالى كذبهم في ذلك الكلام بقوله :﴿ بَلْ جَآءَ بالحق ﴾ أي جاء بالدين الحق.
قوله :﴿ وَصَدَّقَ المرسلين ﴾ أي صدقهم محمد - عليه ( الصلاة و ) السلام- يعني صدقهم فقي مجيئهم بالتوحيد، وقرأ عبد الله صَدَقَ خفيف الدال « الْمُرْسَلُونَ » فاعلاً به أي دصقوا فيما جاءوا به ثم التفت من الغيبة إلى الحضور فقال :﴿ إِنَّكُمْ لَذَآئِقُو العذاب الأليم ﴾ [ الصافات : ٣٨ ].