﴿ وَقَالَ إِنِّي مُهَاجِرٌ إلى ربي ﴾ [ العنكبوت : ٢٦ ] والمعنى أهجر دار الكفر أي أذهب إلى موضع دين ربي، وقوله :﴿ سَيَهْدِينِ ﴾ أي إلى حيث أمرني بالمصير إليه وهو الشام، وهذا يدل على أن الهداية لا تحصل إلاَّ من الله تعالى. ولا يمكن حمله على وضع الأدلَة وإزاحة الأعذار لن ذلك كان حاصلاً في الزمان الماضي، قال مقاتل : فلما قَدِمض الأرض المقدسة سأل ربه الولد فقال :« رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالحِين » أي هب لي ولداً صالحاً، لأن لفظ الهِبَةِ غلب في الولد وإن كان قد جاء في الأخ في قوله تعالى :﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ مِن رَّحْمَتِنَآ أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيّاً ﴾ [ مريم : ٥٣ ].


الصفحة التالية
Icon