٤٢٨٨- أَسْنِمَةُ الآبضالِ فِي رَبَابِهِ... وقوله :
٤٢٨٩- صَارَ الثَّرِيدُ في رُؤُوسِ العِيدَانِ... وقوله :

٤٢٩٠- إِذَا نَزَلَ السَّمَاءُ بِاَرْضِ قَوْمٍ رَعَيْنَاهُ وإِنْ كَانُوا غِضَابَا
والثاني : أن قضاياه وأحكامه منزلةً من السماء من حيث كتبها في الوح المحفوظ، وهو أيضاً سبب في إيجادها وقال البغوي : معنى الإنزل ههنا الإحداث والإنشاء كقوله :﴿ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاساً يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ ﴾ [ الأعراف : ٢٦ ]، وقيل : معناه : أنزل لكم من الأنعام جعلها نزلاً لكم ورزقاً ومعنى ثمانية أزواج أي ثمانية أصناف، وهي الإبل والبَقَر والضَّأن والمَعِز، وتقدَّم تفسيرها في سورة الأنْعَام.
قوله :﴿ يَخْلُقُكُمْ ﴾ هذه ا لجملة استئنافية، ولا حاجة إِلى جَعلهَا خبر مبتدأ مضمر بل استؤنفت للإخبار بجملة فعلية، وقد تقدم خلاف القراء في كسر الهمزة في « اُمَّهَاتِكُمْ ».
قوله :« خَلْقاً » مصدر « خَلَقَ » وقوله :﴿ مِّن بَعْدِ خَلْقٍ ﴾ صفة له فهو لبيان النوع من حيث إنه لما وصف زاد معناه على معنى عامله، ويجوز أن يتعلق « مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ » بالفعل قبله، فيكون خلقاً لمجرد التوكيد.
قوله :﴿ فِي ظُلُمَاتٍ ﴾ متعلق « بخَلْقٍ » الذي قبله، ولا يجوز تعلقه « بخَلْقاً » المنصوب، لأنه مصدر مؤكد، وإن كان أبو البقاء جوزه ثم منعه بما ذكرت فإنه قال : و « في » يَتَعَلَّق به، أي « بخَلْقاً » أو « بخَلْق » الثاني، لأن الأول مؤكد فلا يعمل، ولا يجوز تعلقه بالفعل قبله لأنه قد تعلق به حرف مثله، ولا يتعلق حرفان متحدان لفظاً ومعنى إلا بالبَدَلِيَّةِ أو العطف، فإن جعلت « في ظلمات » بدلاً من ﴿ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ ﴾ بدل اشمتال لأن البطون مشتملة عليها وتكون بدلاً بإعادة العامل جاز ذلك أعني تَعَلُّقَ الجَارَّين ب « يخْلُقكم » ولا يضر الفَصْلُ بين البَدَل والمبدل منه بالمصرد لأنه من تَتِمَّة العامل فليس بأجنبيِّ.

فصل


هذه الحالة مشتركة بين الإنسان وبين الأنعام وهي كونها مخلوقة في بطون الأمهات، وقوله :« خلقاً من بعد خلق » معناه ما ذكر الله تعالى في قوله :﴿ وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإنسان مِن سُلاَلَةٍ مِّن طِينٍ ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ ﴾ الآيات [ المؤمنون : ١٢-١٤ ].
وقوله :﴿ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ ﴾ قال ابن عباس : ظلمة البطن، وظلمة الرَّحِم، وظلمة المشيمة، وقيل : الصلب والرحم والبطن ووجه الاستدلال بهذه الآيات مذكور في قوله :﴿ هُوَ الذي يُصَوِّرُكُمْ فِي الأرحام كَيْفَ يَشَآءُ ﴾ [ آل عمران : ٦ ].
قوله :﴿ ذَلِكُمُ الله رَبُّكُمْ ﴾ يجوز أن يكون « الله » خبراً « لِذَلِكُمْ » و « ربُّكُمْ » نعت لِلَّه أو بيان له أو بدل منه ويجوز أن يكونَ « الله » بدلاً من « ذلكم » و « ربكم » خبره، والمعنى : ذَلِكُمُ اللَّهُ الذي خلق هذه الأشياء رَبُّكُمْ.
قوله :﴿ لَهُ الملك ﴾ يجوز أن يكون مستأنفاً ويجوز أن يكون خبراً بعد خبر وأن يكون « الله » بدلاً من « ذلكم » و « ربكم » نعت لله أو بدل منه، والخبر الجملة من « له الملك » ويجوز أن يكون الخبر نفس الجار والمجرور وحده، و « المُلْكُ » فاعل به فهو من باب الإخبار بالمفرد.


الصفحة التالية
Icon