( وعن أنس : أيضاً قال : نَزَلَتْ في أناسٍ من أصحابِ النّبي ﷺ ) كانوا يُصَلُّونَ من صلاة المغرب إلى صلاة العشاء وهو قول أبي حَازِمٍ، ومُحَمَّد بْنِ المُنْكَدِر، وقال في صلاة الأوابين وهو مروي عن ابن عباس. وقال عطاء : هم الذين لا ينامون حتى يصلوا العشاء الآخر والفجر في جماعة، ( وقال ﷺ :« مَنْ صَلَّى العِشَاء في جماعة ) ( كَانَ كَقِيَام نِصْفِ لَيْلَةٍ ومن صلى الفجر في جماعة ) كان كقيام ليلة »، والمشهور أن المراد منه صلاة الليل، وهو قول الحَسَنِ وجماعة ومجاهد، ومَالِك والأوْزَاعِي وجماعة لقوله عليه ( الصلاة و ) السلام :« أفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ شَهْرِ رَمضَانَ شِهْرُ اللَّهِ المُحَرَّمُ، وأفْضَلُ الصَّلاَةِ بَعْدَ الفَرِيضَةٍ صَلاَةُ اللَّيْلِ، وقال عليه ( الصلاة و ) السلام- :» إن فِي الجَنَّةِ غُرَفاً يُرَى ظَاهِرُهَا مِنْ بَاطِنها وباطنُها من ظاهِرها أَعَدَّهَا اللَّهُ لِمَنْ أَلاَنَ الكَلاَمَ، وأَطْعَمَ الطَّعَامَ، وَتَابَعَ الصِّيَامَ، وَصَلَّى باللَّيْلِ والنَّاسُ نِيَامٌ «
( قوله ) :» خَوْفاً وَطَمعاً « إام مفعول من أجله وإمّا حالان، ( وإما ) مصدران لعامل مقدر.
قال ابن عباس : خَوْفاً من النار وطمعاً في الجنة، ﴿ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ ﴾. قيل : أراد به الصدقة المفروضة وقيل : عام في الواجب والتطوع.
قوله :﴿ فَلاَ تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّآ أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ قرأ حمزة » أُخْفِي « فعلاً مضارعاً مسنداً لضمير المتكلم فلذلك سكنت ياؤه ( لأنه ) مرفوع، ويؤيده قراءة ابن مسعود :» مَا نُخْفِي « بنون العظمة، والباقون » أُخِفِيَ « ماضياً مبنياً للمفعول، ( فَمِن ) ثمَّ فُتِحَتْ ياؤه، وقرأ محمد بن كعب » أَخْفَى « ماضياً مبنياً للفاعل، وهو اللَّهُ تعالى، يؤيدها قراءة الأعمش و [ » مَا ] أَخْفَيْتُ مسنداً للمتكلم. و « ما » يجوز أن تكون موصولة أي لا يعلم الذي أخفاه الله، وفي الحديث :« مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ وَلاَ خَطَرَ عَلَى قَلْبِ بَشَرٍ » وأن تكون استفهامية معلقة « لتَعْلَمَ » فإن كانت متعدية لاثنين سدت مسدهما أو لواحد سدت مسده.
قوله :﴿ مِّنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ ﴾ قرأ عبد الله، وأبو الدرداء وأبو هريرةَ « من قُراتِ أَعْيُنٍ » جمعاً بالألف والتاء، و « جزاءً » مفعولٌ له، أو مصدر مؤكد لمعنى الجملة قبله، إذا كانت « ما » استفهامية فعلى قراءة ( مَنْ قرأ ما ) بعدها فعلاً ماضياً يكون في محل رفع بالابتداء، والفعل بعدها الخبر، وعلى قراءة من قرأ مضارعاً يكون مفعولاً مقدماً و « مِنْ قُرَّةِ » حال من « ما » والمعنى مَا يُقِرُّ الله به أعينهم ﴿ جَزَآءً بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ﴾ قال ابن عباس : هذا مما لا تفسير له.