قوله تعالى :﴿ حم﴾ كقوله الَمَ وبابه، وقرأ الأخوان وأبو بكر وابن ذكوان بإمالة ( حا ) في السور السبع إمالة محضة، وورش، وأبو عمرو بالإمالة بين بين، والباقون بالفتح، والعامة على سكون الميم كسائر الحروف المقطعة. وقرأ الزهري برفع الميم على أنه خبر مبتدأ مضمر، أو مبتدأ والخبر ما بعدها، وابن إسحاق وعيسى بفتحها وهي تحتمل وجهين :
أحدهما : أنها منصوبة بفعل مقدر أي اقرأ حم، وإنما منع من الصرف للعملية والتأنيث، أو العلمية وشبه العجمة وذلك أنه لس في الأوزان العربية وزن « فاعيل » بخلاف الأعجمية نحو قابيل وهابيل.
والثاني : أنها حركة بناء تخفيفاً كَأَيْنَ وكَيْفَ. وفي احتمال هذه الوجهين ولن الكميت :
٤٣١٤ وَجَدْنَا لَكُمْ في آلِ حَامِيم آيَةً | تَأَوَّلَهَا مِنَّا تَقِيٌّ ومُعْرِبُ |
٤٣١٥ يُذَكِّرُنِي حَامِيم والرُّمْحُ شَاجِرٌ | فَهَلاَّ تَلاَ حَامِيمَ قَبْلَ التَّقَدُّمِ |
٤٣١٦ وحدنا لكم في آل حاميم.............. | ................................. |
فإن صحت هذه الأحاديث فهي الفصل في ذلك.
قوله « تَنْزِيلُ » إما خبرٌ ل « حمَ » إن كانت مبتدأ، وإما خبر لمبتدأ مضمر، أو مبتدأ وخبره الجار بعده. قال ابن الخطيب : قال « تنزيل » والمراد منه المنزل.
فصل
روي السُّدي عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : حم اسم الله الأعظم، وروى عكرمة عنه قال : الم وحم ون حروف الرحمن مقطعة، وقاله سعيد بن جبير :( وقال ) عطاء الخراساني : الحاء افتتاح أسمائه حكيم حميد حي حليم حنان، والميم افتتاح اسمائه ملك مجيد.