وقال قتادةُ يعني السوء، وقال مجاهد : الرِّجْس : الشَّكُّ.
قوله :« أَهْلَ البَيْتِ » فيه أوجه : النداء والاختصاص، إلا أنه في المخاطب أقل منه في المتكلم وسمع « بِكَ اللَّهَ نَرْجُو الفَضْلَ »، والأكثر إنما هو في التكلم كقولها :

٤٠٨٨ - نَحْنُ بَنَاتُ طَارِقْ نَمْشِي عَلَى النَّمارِقْ
( وقوله :)
٤٠٨٩ - نَحْنُ - بَنِي ضَبَّة - أَصْحَابُ الجَمَلْ المَوْتُ أَحْلَى عِنْدَنَا مِنَ العَسَلْ
( و ) « نَحْنُ العَرَبَ أَقْرَى النَّاسِ لِلضَّيْفِ » ( و ) :« نَحْنَ مَعَاشِرَ الأَنْبِيَاءِ لاَ نُورثُ » أو على المدح أي أمدحُ أهلَ البيت، واختلف في أهل البيت، فروى سعيد بن جبير عن ابن عباس أنهم نساء النبي - ﷺ - لأنهن في بيته، وتلا قوله :﴿ واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ الله ﴾ وهو قول عكرمة ومقاتل. وذهب أبو سعيد الخدري وجماعة من التابعين منهم مجاهد وقتادة غيرهم إلى أنهم عليّ، وفاطمة، والحسن والحسين، لما روت عائشة قالت :« خرج رسول الله - ﷺ - ذات غَداةٍ وعليه مرط مرجَّل من شعر أسود فجلست فأتت فاطمة فأدخلها فيه ثم جاء علي فأدخله فيه ثم جاء حسين فأدخله فيه، ثم قال :» إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتَ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً «
وروت أم سلمة قالت :»
في بيت أنزل : إنَّما يريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمْ الرِّجْسَ أَهْلَ البَيْتِ قال : فأرسل رسول الله - ﷺ - إلى فاطمة وعلي والحسين والحسن فقال : هؤلاء أهل بيتي. فقلت : يا رسول الله أما أنا من أهل البيت قال : بلى إن شاء الله، وقال زيد بن أرقم : أهل بيته من حرم الصدقة بعده، آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس، قال ابن الخطيب : والأولى أن يقال : هم أولاده وأزواجه والحسن والحسين، وعليّ منهم لأنه كان من أهل بيته لمعاشرته بنت النبي عليه ( الصلاة و ) السلام وملازمته له «
قوله :﴿ واذكرن مَا يتلى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ الله ﴾ يعني القرآن والحكمة، قال قتادة يعني السنة، وقال مقاتل : أحكام القرآن ومواعظه، و ﴿ من آيات الله ﴾ بيان للموصول فيتعلق »
بأعني « ويجوز أن يكون حالاً إما من الموصول، وإما من عائده المقدر فيتعلق بمحذوف أيضاً ﴿ إِنَّ الله كَانَ لَطِيفاً ﴾ بأوليائه » خَبِيراً « بجميع خلقه.
قوله :﴿ إِنَّ المسلمين والمسلمات ﴾ قال مقاتل : قالت أم سلمة بنت أبي أمية، ونسية بنت كعب الأنصارية للنبي - ﷺ - ما بال ربنا يذكر الرجال ولا يذكر النساء في شيء من كتابه نَخْشَى أن لا يكون فيهن خير فنزلت فيهن هذه الآية، ويروى أن أزواج النبي - ﷺ - قلن : يا رسول الله ذكر الرجال في القرآن ولم يذكر النساء بخير فما فينا خير نذكر إنا نخاف أن لا تقبل منا طاعة، فأنزل الله هذه الآية، ورُوِيَ


الصفحة التالية
Icon