« أن أسماء بنت عميسٍ رجعت من الحبشة مع زوجها جعفر بن أبي طالب فدخلت على نساء النبي - ﷺ - فقالت : هل نزل فينا شيء من القرآن قلن : لا فأتت النبي - ﷺ - فقالت : يا رسول الله إن السناء لفي خيبة وخسارة، قال وممَّ ذلك؟ قالت : لأنهن لا يذكرن بخير كما تذكر الرجال » فأنزل الله - تعالى - :﴿ إِنَّ المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات والقانتين ﴾ المطيعين « والقَانِتَاتِ والصَّادِقينَ » في إيمانهم، وفيما سرهم وساءهم ﴿ والصَّادِقَاتِ والصَّابِرِينَ « على أمر الله » والصَّابِرَاتِ والخَاشِعِينَ « المتواضعين » والخَاشِعَاتِ «. وقيل : أراد به الخشوع في الصلاة ومن الخشوع أن لا يلتفت » والمُتَصَدِّقينَ « مما رزقهم الله { والمتصدقين والمتصدقات والصائمين والصائمات والحافظين فُرُوجَهُمْ ﴾ عما لا يحِل » والحَافِظَاتِ «. وحذف مفعول الحافظات لتقدم ما يدل عليه والتقدير : والحَافِظَاتِها وكذلك : والذاكرات، وحسن الحذف رُؤُوس الفواصل ﴿ والذاكرين لله كثيراً والذاكرات ﴾، قال مجاهد : لا يكون العبد من الذاكرين الله كثيراً حتى يذكر الله قائماً وقاعداً ومضطجعاً. وروي » أن النبي - ﷺ - قال سبق المفردون، قالوا : وما المفردُونَ؟
قال : الذاكرون الله كثيراً والذاكرات « قال عطاء بن أبي رباح من فوض أمره إلى الله تعالى فهو داخل في قوله :﴿ إِنَّ المسلمين والمسلمات ﴾ ومن أقر بأن الله ربه، ومحمداً رسوله، ولم يخالف قلبُه لسانه فهو داخل في قوله :» والمُؤْمِنِينَ والمُؤْمِنَاتِ « ومن أطاع الله في الفرض، والرسول في السنة فهو داخل في قوله :» والقَانِتِينَ والقَانِتَاتِ « ومن صان قوله عن الكذب فهو داخل في قوله :» والصَّادِقِينَ والصَّادِقَاتِ « ومن صَبَرَ على الطاعة وعن المعصية وعلى الرزية فهو داخل في قوله :» والصابرين والصابرات « ومن صلى ولم يعرف من يمينه عن يساره فهو داخل في قوله :» والخَاشِعِينَ والخَاشِعَاتِ « ومن تصدق في كل أسبوع بدرهم فهو داخل في قوله :» والمُتَصَدِّقِينَ والمُتَصَدِّقَاتِ «، ومن صام في كل شهر أيام البيض الثالثَ عَشَر، والخَامِسَ عَشَر فهو داخل في قوله :» والصَّائِمِينَ والصَّائِمَاتِ « ز ومن حفظ فرجه فهو داخل في قوله » والحَافِظِينَ فُرُوجهُمُ والحَافِظَاتِ « ومن صلى الصلوات الخمس بحقوقها فهو داخل في قوله :﴿ والذاكرين الله كَثِيراً والذاكرات أَعَدَّ الله لَهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً ﴾ وغلب المذكرعلى المؤنث في » لهم « ولم يقل :» لهن « ( لشرفهم ).


الصفحة التالية
Icon