قوله ( تعالى ) ﴿ وَتِلْكَ الجنة التي أُورِثْتُمُوهَا بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ ﴾ قد تقدم الكلام في معنى وراثة الجنة عند قوله :﴿ أولئك هُمُ الوارثون الذين يَرِثُونَ الفردوس ﴾ [ المؤمنون : ١٠١١ ] ولما ذكر الطعام والشراب ذكر الفاكهة فقال :﴿ لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ ﴾ جاء في الحديث :« لاَ يَنْزعُ رَجُلٌ من الجَنَّةِ من ثَمَرةٍ إلاَّ نَبَتَتْ مكانَها مِثْلاَها ».
واعلم أنه تعالى لما بعث محمداً ﷺ أولاً إلى العرب ثم إلى العالمين، كانت العرب في ضيق شديد بسبب المأكول، والمشروب والفاكهة، فَلِهذا ذكر الله تعالى هذه المعاني مرة بعد أخرى تكميلاً لرغباتهم، وتقوية لدواعيهم. و « مِنْ » في قوله :« مِنْهَا تَأْكُلُونَ » تبعيضية، أو اتبدائية. وقدم الجار لأجل الفاصِلَة.