واقل أبو البقاء : وهي لغة شاذة في فتح نون الاثنين. قال شهاب الدين : إن عنى نون الاثنين في الأسماء نحو قوله :

٤٤٥٣ عَلَى أَحْوَذِيَّيْنَ اسْتَقَلَّتْ... ..........................
فليس هذا منه، وإن عنى في الفعل فلم يثبت ذلك لُغَةً، وإنما الفتح هنا لما ذكرت.
قوله :﴿ أَنْ أُخْرَجَ ﴾ هو الموعود به، فيجوز أن نقدر الباء قبل « أن » وأن لا نقدِّرَهَا.
قوله :﴿ وَقَدْ خَلَتِ ﴾ جملة حالية، وكذلك ﴿ وَهُمَا يَسْتَغثِيَانِ الله ﴾ أي يَسْأَلاَنِ الله، واستغاث يتعدى بنفسه تارة، وبالباء أخرى، وإن كان ابن مالك زعم أنه متعدٍّ بنفسه، وعابَ قولَ النحاة : مُسْتَغَاثٌ بِهِ قال شهاب الدين : لكنه لم يرد في القرآن إلا متعدياً بنفسه، ( كقوله ) :﴿ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ ﴾ [ الأنفال : ٩ ] ﴿ فاستغاثه الذي مِن شِيعَتِهِ ﴾ [ القصص : ١٥ ] ﴿ وَإِن يَسْتَغِيثُواْ يُغَاثُواْ ﴾ [ الكهف : ٢٩ ]. قال ابن الخطيب : معناه يستغيثان الله من كفره وإنكاره، فلما حذف الجار وصل للفعل، ويجوز أن يقال : حذف الباء، لأنه أريد بالاستغاثة الدعاء، فحذف الجار، لأنَّ الدعاء لا يَقْتَضِيهِ.
قوله :« وَيْلَكَ » منصوب على المصدر بفعل ملاق له في المعنى دون الاشتقاق، ومثله : وَيْحَهُ ووَيْسَهُ، وَوَيْتَهُ. وإما على المفعول به بتقدير ألْزَمَكَ اللهُ وَيْلَكَ، وعلى كلا التقديرين الجملة معمولة لقول مضمر، أي يَقُولاَنِ وَيْلَكَ آمِنْ، ( والقول في محل نصب على الحال أي يستغيثان الله قَائِلِينَ ذلك، والمعنى يقولان له ويلَكَ آمنْ ) وصدِّقْ بالبْعثِ، وهو دعاء عليه بالثُّبُورِ والمراد الحث والتحريض على الإيمان لا حقيقة الهَلاَك.
قوله :﴿ إِنَّ وَعْدَ الله حَقٌّ ﴾ قرأ العامة بكسر إنّ، استئنافاً، أو تعليلاً، وقرأ عمرو بْنُ فَائِدٍ والأعرجُ بفتحها على أنها معمولة « لآمِنْ » على حذف الباء أي آمن بأن وعد الله حق بالبعث « فَيَقُولُ » لهما ﴿ مَا هاذآ إِلاَّ أَسَاطِيرُ الأولين ﴾.
قوله :﴿ ١٦٤٨; ئِكَ الذين حَقَّ عَلَيْهِمُ القول ﴾ أي وجب عليهم العذاب ﴿ في أُمَمٍ ﴾ أي مع أمم. وقد تقدم ﴿ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِمْ مِّنَ الجن والإنس إِنَّهُمْ كَانُواْ خَاسِرِينَ ﴾.
قوله :﴿ وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ ﴾ قال ابن عباس ( رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا ) يريد من سبق إلى الإسلام فهوأفضل ممَّنْ تخلف عنه ولو ساعةً. وقال مقاتل : ولكل واحدٍ من الفريقين يعني البارَّ بوالديه والعاقّ لهما « دَرَجَاتٌ » في الإيمان والكفر والطاعة والمعْصِيَةِ.
فإن قيل : كيف يجوز إطلاق لفظ الدرجات في أهل النار، وقد روي : الجَنَّةُ دَرَجَاتُ والنَّار دركات؟
فالجواب من وجوه :
أحدهما : أن ذلك على جهة التغليب.
وثانيها : قال ابن زيد : دَرَدُ أهل الجنة تذهب عُلُوًّا، ودَرَدُ أهلِ النار تذهب هُبُوطاً.
الثالث : المراد بالدرجات المراتب المتزايدة، فدرجات أهل الجنة في الخيرات والطاعات ودرجات أهل النار في المعاصي والسيئات.
قوله :﴿ وَلِيُوَفِّيَهُمْ ﴾ معلَّلة بمحذوف تقديره جَاؤُوهُمْ بذلك. وقرأ ابن كثير، وأبو عمرو، وعاصم وهشام بالياء من تحت وباقي السبعة بالنون. والسُّلَميّ بالتاء من فوق : أسند التَّوفيَةً للدرجات مجازاً. قوله :﴿ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ﴾ إما استئناف وإما حال مؤكَّدة.


الصفحة التالية
Icon