وعن زِرِّ بن حبيش كانوا تسعة، أحدهم زوبعة. وعن قتادة : ذكر لنا أنهم صرفوا إليه من نِينَوَى. واختلفت الروايات في أنه هل كان عبدالله بن مسعود مع النبي ﷺ ليلة الجن؟

فصل


روى القاضي في تفسيره عن أنس قال : كنت مع النبي ﷺ وهو بظاهر المدينة إذْ أَقْبَلَ شيخ يَتَوَّكأ علىعُكَّازِهِ فقال النبي ﷺ أنها لمشية جنِّيِّ، ثم أتَى فسلم على النبي ﷺ فقال النبي ﷺ إنها لنغمةُ جِنِّيّ، مفاق الشيخ : أَجَلْ يا رسول الله فقال له النبي ﷺ من أَيِّ الجن أنت؟ قال يار سول الله : أنا هَامُ بن هِيم بن لاقيس بن إبليس فقال له النبي ﷺ : لا أدري بينك ونبين إبليس إلا أبوين قال : أجل يا رسول الله. قال كم أتى عليك مِنَ العُمر. قال : أكلت عُمر الدنيا إلا القليل كنت حين قَتَلَ قابيلُ هابيلَ غلاماً ابن أعوام فكنت أَتَشَوفُ على الآكام، وأصْدَادُ الهَامَ وأُوْرِشُ بين الأنَام. فقال النبي ﷺ بئس العملُ قال يا رسول الله دعني من العتب، فإني ممن آمن مع نوحٍ ﷺ وعاتبته في دعوته فبكا وأبكاني وقال : إني والله لَمِنَ النّادمينت، وأعوذ بالله أن أكون من الجاهلين. ولَقِيتُ إبراهيم وآمنت به، وكنت بينه وبين الأرض إذ رُمِيَ به في المَنْجَنِيق، كنت معه في النار إذْ أُلْقِيَ فيها وكنت مع يوسف إذ أُلقِيَ في الجُبِّ فسبقته إلى قصره ولَقِيتُ موسى بْنَ عِمْرَان بالمكان الأثير. وكنت مع عيسى ابن مَرْيَمَ فقال لي : إن لَقِيتَ مُحَمَّداً فاقرأ عليه السلام علّمني التوراة وإن عيسى علمني الإنجيل، فعلّمني القرآن. قال أنس : فعَلَّمَهُ النبي ﷺ عَشْرَ سُوَرٍ، وقُبِضَ رسول الله ﷺ ولم يَنْعِهِ إلينا. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه ولا أراه إلا حيًّا. وروي أنه عمله سورة الواقعة، و ﴿ عَمَّ يَتَسَآءَلُونَ ﴾ [ النبأ : ١ و ﴿ إِذَا الشمس كُوِّرَتْ ﴾ [ التكوير : ١ ] و ﴿ قُلْ ياأيها الكافرون ﴾ [ الكافرون : ١ ] وسرة الإخلاص والمُعَوِّذَتَين.

فصل


اختلفوا في عدد النفر، فقال ابن عباس ( رضي الله عنهما ) كانوا سبعة وقد تقدم، وقيل : كانوا تسعةً. وروى عاصم عن زِرِّ بن حُبَيْش كان زوبعة من التسعة الذين استمعوا القرآن، فلما حضروه قالوا أنصتوا أي قال بعضهم لبعض أنصتوا أي اسْكُتُوا مستمعين يقال : أَنْصَتَ لِكَذَا، واسْتَنْصَتُّ لَهُ. روي في الحديث أن الجنة ثلاثة أصناف، صنف لهم أجنحة يطيرون في الهواء، وصنف حيَّاتٍ وكِلاَب، وصنف يحلّون ويظْعَنُون.


الصفحة التالية
Icon