وفي الأول ذكر الجنود قبل إِدْخَال الجنَّة وذَكرهم هنا بعد تعذيب الكفار وإعداد جهنم؛ لأن الله تعالى يُنَزِّل جنودَ الرحمة ليدخل المؤمن معظماً مكرماً الجنة، ثم يلبسهم خُلع الكرامة بقوله :﴿ وَيُكَفِّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ ﴾ ثم يقربهم زلفى بقوله :﴿ وَكَانَ ذَلِكَ عِندَ الله فَوْزاً عَظِيماً ﴾ وأما في حق الكفار فيغضب الله عليهم أولاً فيعبدهم ويطردهم إلى البلاد النائية عن الرحمة وهي جهنم، ثم يسلط عليهم ملائكة العذاب وهم جنود الله كما قال تعالى :﴿ عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ لاَّ يَعْصُونَ الله ﴾ [ التحريم : ٦ ] فلذلك ذكر جنود الرحْمَةِ أولاً هناك، وقال ههنا :﴿ وَغَضِبَ الله عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ ﴾ وهو الإبْعَاد إلى جهنم ثم ذكر الجنو وهم ( الملائكة ) ملائكة العذاب آخراً.