فإِن قيل : فالجبال والصخور أتت عليه وما جعلته كالرَّميم!.
فالجواب : أن المراد أتت عليه قاصدةً له وهو عادٌ وأبنيتُهم وعروشُهم لأنها كانت مأمورة بأمر من عند الله فكأنها كانت قاصدة لهم، فما تركت شيئاً من تلك الأشياء إلا جعلته كالرميم.
قوله :﴿ إِلاَّ جَعَلَتْهُ كالرميم ﴾ هذه الجملة في موضع المفعول الثاني ل « تَذَرُ » كأنه قيل : مَا تَتْركُ مِنْ شيء إلا مجعولاً نحو : مَا تَرَكْتُ زَيْداً إلاَّ عَالِماً. وأعربها أبو حيان : حالاً. وليس بظاهر.
فصل
المعنى « مَا تَذَرُ » ما تترك ﴿ مِن شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ ﴾ من أنفسهم وأموالهم وأنعامهم ﴿ إلاَّ جعلته كالرميم ﴾ أي كالشيء الهالك البالي، وهو نبات الأرض إذا يَبِسَ ودِيسَ. قال مجاهد : كالتِّبْن اليابسِ.
وقال أبو العالية : كالتراب المدقُوق. وقيل : أصله من العظم البَالي.