﴿ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ ﴾ [ الإنشقاق : ٢ ]، يعني سمعت. وقال الكلبي : أعلمناك، قال بان الخطيب : وهذا بعيد؛ لأن أهل القيامة يعملون أن الله تعالى يعلم الأشياء علماً واجباً، فالإعلام في حقه محال.
قوله :﴿ مَا مِنَّا مِن شَهِيدٍ ﴾ هذه الجملة المنفية معلقة « لآذناك » ؛ لأنهما يمعنى أعلمناكَ، قال :

٤٣٦٦ آذَنَتْنَا ببَيْنها أَسْمَاءُ رُبَّ ثاوٍ يَمَلُّ مِنْهُ الثَّواءُ
وتقدم الخلاف في تعليق أعلم. و « مِنْ » للغاية. والصحيح وقوعه سماعاً من العرب. وجوَّز أبو حاتم أن يوقف على « آذنَّاكَ » وعلى « ظنوا » ويبتدأ بالنفي بعدهما على سبيل الاستئناف. و « مِنّا » خبر مقدم. و « مِنْ شَهِيدٍ » مبتدأ، ويجوز أن يكون « مِنْ شَهِيدٍ » فاعلاً بالجار قبله؛ لاعتماده على النفي.

فصل


في معنى الآية وجوه :
قيل : ليس أحد منا يشهد بأن لك شريكاً لما عاينوا العذاب تبرأوا من الأصنام.
وقيل : معناه ما منا أحد يشاهدهم لأنهم ضلوا عنهم وضلت عنهم آلهتهم فلا يبصرونها في ساعة التوبيخ وقيل : هذا كلام الأصنام كأن الله يجيبها، ثم إنها تقول :« مَا مِنَّا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ » بصحة ما أضافه إلينا من الشركة، وعلى هذا التقدير فمعنى ضلالهم عنهم ( أنهم لا ينفعونهم وهي معنى قوله :﴿ وَضَلَّ عَنْهُم ) مَّا كَانُواْ يَدْعُونَ مِن قَبْلُ ﴾ [ فصلت : ٤٨ ].


الصفحة التالية
Icon