قوله :﴿ مَا قَطَعْتُم مِّن لِّينَةٍ ﴾.
« ما » شرطية في موضع نصب ب « قطعتم »، و « من لينة » بيان له، و « فبإذن الله » جزاء الشرط، فلا بد من حذف، أي : فقطعها بإذن الله، فيكون « بإذن الله » الخبر لذلك المبتدأ.
واللِّيْنة : فيها خلاف كبير.
قيل : هي النَّخْلة مطلقاً.
وأنشد الشاعر في ذلك :[ الطويل ]
٤٧٣٧- كَأنَّ قُتُودِي فوقهَا عُشُّ طَائرٍ | عَلَى لِينَةٍ سَوْقاءَ تَهْفُو جُنُوبُهَا |
٤٧٣٨- طِرَاقُ الخَوافِي واقِعٌ فَوْقَ لِينَةٍ | نَدَى لَيْلهِ فِي رِيشِهِ يَتَرقْرَقُ |
وقيل : ما لم تكن عجوة ولا برنيَّة، وهو قول أبي عبيدة.
قال جعفر بن محمد : هي العجوة خاصة، وذكر أن العتيق والعجوة كانتا مع نوح في السفينة والعتيق : الفَحْل، وكانت العجوة أصل الإناث كلها، فلذلك شقّ على اليهود قطعها حكاه الماوردي.
وقيل : هي النَّخْلة الكريمة، أي : القريبة من الأرض.
وأنشد الأخفش رحمة الله عليه :[ الخفيف ]
٤٧٣٩- قَدْ شَجَانِي الحمَامُ حِينَ تَغَنَّى | بِفِراقِ الأحْبَابِ مِنْ فَوْقِ لِينَهْ |
وقيل : هي الفَسِيْلة؛ لأنها ألينُ من النخلة.
وأنشد :[ الخفيف ]
٤٧٤٠- غَرَسُوا لِينَةً بِمَجْرَى مَعِينٍ | ثُمَّ حَفُّوا النَّخِيلَ بالآجَامِ |
وقال الأصمعي : إنها الدَّقَل. قال : وأهل « المدينة » يقولون : لا تنتفخ الموائد حتى توجد الألوان يعنون الدَّقل.
قال ابن العربي :« والصَّحيح ما قاله الزهري ومالك ».
وفي عين « لينة » قولان :
أحدهما : أنها « واو »؛ لأنها من اللون، وإنما قلبت ياء لسكونها، وانكسار ما قبلها ك « ديمة » و « قيمة ».
الثاني : أنها « ياء »؛ لأنها من اللين.
وجمع اللينة « لين »؛ لأنه من باب اسم الجنس ك « تمرة، وتمر ».
وقد كسر على « ليان » وهو شاذّ؛ لأن تكسير ما يفرق بتاء التأنيث شاذ ك « رطبة ورطب وأرطاب ».
وأنشد :[ المتقارب ]
٤٧٤١- وسَالِفَةٍ كَسَحُوقِ اللِّيَا | نِ أضْرَمَ فيهَا الغَويُّ الشُّعُرْ |
قوله :« قَائِمَةً ».
قرأ عبد الله والأعمش وزيد بن علي :« قُوَّماً » على وزن « ضُرَّباً » جمع « قائم » مراعاة لمعنى « ما » فإنه جمع.