فصل في النهي عن موالاة الكفار
هذه السورة أصل في النهي عن موالاة الكُفَّار، وقد تقدم نظيره، كقوله :﴿ لاَّ يَتَّخِذِ المؤمنون الكافرين أَوْلِيَآءَ ﴾ [ آل عمران : ٢٨ ]. وقوله :﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ ﴾ [ آل عمران : ١١٨ ] ﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ اليهود والنصارى أَوْلِيَآءَ ﴾ [ المائدة : ٥١ ].
روي أن حاطباً لما سمع ﴿ ياأيها الذين آمَنُواْ ﴾ غشي من الفرح بخطاب الإيمان.
قوله :« تُلقُون ». فيه أربعة أوجه :
أحدها : أنه تفسير لموالاتهم إياها.
الثاني : أنه استئناف إخبار بذلك، فلا يكون للجملة على هذين الوجهين محلّ من الإعراب.
الثالث : أنها حال من فاعل « تتَّخذُوا » أي : لا تتخذوا ملقين المودّة.
الرابع : أنها صفة لأولياء.
قال الزمخشري :« فإن قلت : إذا جعلته صفة وقد جرى على غير من هو له، فأين الضمير البارز، وهو قولك : تلقون إليهم أنتم بالمودّة؟.
قلت : ذاك إنما اشترطوه في الأسماء دون الأفعال ولو قيل : أولياء ملقين إليهم بالمودة على الوصف لما كان بُدّ من الضمير البارز ».