فصل في خطاب الله للمؤمنين


خاطب اللَّهِ المؤمنين بالجمعة دون الكافرين تشريفاً لهم وتكريماً، فقال :﴿ ياأيها الذين آمنوا ﴾، ثُمَّ خصه بالنِّداء وإن كان قد دخل في عموم قوله تعالى :﴿ وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصلاة ﴾ [ المائدة : ٥٨ ] ليدلّ على وجوبه وتأكيد فرضه.
وقال بعض العلماء : كون الصَّلاة الجمعة ها هنا معلُوم بالإجماع لا من نفس اللفظ.
وقال ابن العربي :« وعندي أنه معلوم من نفس اللفظ بنكتة، وهي قوله :﴿ مِن يَوْمِ الجمعة ﴾ وذلك يفيده لأن النداء الذي يختصّ بذلك اليوم هو نداء تلك الصلاة، وأما غيرها فهو عام في سائر الأيام، ولو لم يكن المراد به نداء الجمعة لما كان لتخصيصه بها وإضافته إليها معنى ولا فائدة ».


الصفحة التالية
Icon