وقال ﷺ :« لا يَدخُلُ الجَنَّة نَمَّامٌ ».
والعتل : الذي يعتل الناس، أي : يحملهم، ويجرهم إلى ما يكرهون من حبس وضربٍ ومنه :﴿ خُذُوهُ فاعتلوه ﴾ [ الدخان : ٤٧ ].
وقيل : العتل : الشديد الخصومة.
وقال أبو عبيدة : هو الفاحش اللئيم.
وأنشد :

٤٨١٣ - بِعُتُلٍّ مِنَ الرِّجالِ زَنِيمٍ غيْرِ ذِي نَجْدةٍ وغَيْرِ كَريمِ
وقيل : الغليظ الجافي.
ويقال : عَتَلْتُه وعَتنتُهُ باللام والنون. نقله يعقوب.
وقيل : العتل : الجافي الشديد في كفره.
وقال الكلبيُّ والفراء : هو الشديد الخصومة بالباطل.
قال الجوهري : ويقال : عَتَلْتُ الرجل أعْتِلُهُ وأعْتُلُهُ إذا جذبته جذباً عنيفاً. ورجل مِعْتَل - بالكسر -، والعَتَل أيضاً : الرمح الغليظ، ورجل عَتِلٌ - بالكسر - بين العتل، أي سريع إلى الشَّر ويقال : لا أنعتل معك، أي : لا أبرح مكاني.
وقال عبيد بن عمير : العتل : الأكول الشروب القوي الشديد يوضع في الميزان فلا يزن شعيرة، يدفع الملك من أولئك في جهنم بالدفعة الواحدة سبعين ألفاً.
والزنيم : الدعي بنسب إلى قوم ليس منهم.
قال حسانُ رضي الله عنه :[ الطويل ]
٤٨١٤ أ- زَنِيمٌ تَداعَاهُ الرِّجالُ زِيادَةً كَمَا زيدَ في عَرْضِ الأديمِ الأكَارعُ
وقال أيضاً :[ الوافر ]
٤٨١٤ ب - زَنِيمُ ليسَ يُعْرَفُ مَنْ أبُوهُ بَغِيُّ الأمِّ ذُو حسب لَئِيمُ
وقال أيضاً :[ الطويل ]
٤٨١٥ - وأنْتَ زَنِيمٌ نيطَ في آلِ هَاشمٍ كَمَا نِيطَ خَلْفَ الرَّاكبِ القَدَحُ الفَرْد
وأصله : من الزنمةِ، وهي ما بقي من جلد الماعز معلقاً في حلقها يترك عند القطع، فاستعير للدعي، لأنه كالمعلق بما ليس منه.

فصل فيمن هو الحلاف المهين


تقدم القول في « الحلاف المَهين »، عن الشعبي والسديِّ وابن إسحاقَ : أنه الأخنس بن شريق، وعلى قول غيرهم : أنه الأسود بن عبد يغوث، أو عبد الرحمن بن الأسود، أو الوليد بن المغيرة، أو أبو جهل بن هشام، وتقدم تفسير « الهَمَّاز والمشَّاء بنميمٍ ».
وأما قوله « منَّاعٍ للخَيْرِ » أي : للمال أن ينفق في وجوهه.
وقال ابن عباس : يمنع عن الإسلام ولده وعشيرته.
قيل : كان للوليد بن المغيرة عشرةٌ من الولد، وكان يقول لهم ولأقاربه : من تبع منكم محمداً منعته رفدي.
وقال الحسنُ : يقول لهم : من دخل منكم في دين محمد لا أنفعه بشيء أبداً.
وقوله « مُعْتَدٍ » أي : على الناس في الظلم، متجاوز للحد، صاحب باطل، وقوله « أثيمٍ » أي : ذا إثمٍ، ومعناه « أثُوم »، فهو « فعيل » بمعنى « فَعُول ».
قال البغوي :« أثيم فاجر ». وأما العتل فتقدم الكلام عليه في اللغة.
وقال - ﷺ - :« ألاْ أخْبرُكمْ بأهْلِ الجنَّةِ؟ قالوا : بَلَى، قال : كُلُّ ضعيفٍ مُتضعَّفٍّ، لَوْ أقسمَ على اللَّهِ لأبرَّهُ، ألا أخْبركُمْ بأَهْلِ النَّارِ؟ قالوا : بَلَى، قال : كُل عُتُلٍّ جواظٍ مستكبرٍ »


الصفحة التالية
Icon