وفي رواية :« كُلُّ جوَّاظٍ زَنيمٍ مُستَكْبرٍ ».
« الجوَّاظ » الجموع المنوع.
وقيل : الكثير اللحم، المختال في مشيته.
وقيل : القصير البطين.
وذكر الماورديُّ عن ابن مسعود أن النبي ﷺ قال :« لا يَدخُل الجنَّة جوَّاظ ولا جَعْظَرِي ولا العُتلُ الزَّنِيمُ ».
وقال ﷺ :« الجوَّاظ : الذي جمع ومنع، والجعظري : الفظ الغليظ المتكبر ».
قال ابن الأثير :« وقيل : هو الذي ينتفخ بما ليس عنده، وفيه قصر ».
قال القرطبيُّ : وقال - ﷺ - :« الشَّدِيدُ الخُلقِ، الرَّحيبُ الجوْفِ، المصحُّ الأكولُ، الشَّروبُ، الواجدُ للطعامِ، الظَّلُومُ للنَّاسِ ».
وعن زيد بن أسلم في قوله تعالى ﴿ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ قال : قال النبي ﷺ :« تَبْكِي السَّماءُ على رجُلٍ أصحَّ اللَّهُ جِسْمهَ ورحَبَ جوفه، وأعطاهُ من الدُّنْيَا بعضاً، فكانَ للنَّاسِ ظلُوماً، فذلك العُتُلَّ الزَّنِيمُ ».
وقوله « بَعْدَ ذلِكَ » أي مع ذلك، يريد ما وصفناه به « زنيم » وتقدم معنى الزنيم. وعن ابن عباس : أنه رجل من قريش كانت له زنمة كزنمة الشاة.
وروى عنه ابن جبير : أنه الذي يعرف بالشر، كما تعرف الشاة بزنمتها.
وقال عكرمة : هو الذي يعرف بلؤمه، كما تعرف الشاة بزنمتها.
وقيل : إنه الذي يعرف بالأبنة، وهو مروي عن ابن عباس، وعنه : إنه الظلوم.
وقال مجاهدٌ :« زَنِيمٍ » كانت له ستة أصابع في يده في كل إبهام له أصبع زائدة.
وعنه أيضاً وسعيد بن المسيب وعكرمة : هو ولد الزنا الملحق في النسب بالقوم.
وكان الوليد دعياً في قريش ليس من سنخهم، ادعاه أبوه بعد ثماني عشرة من مولده.
قال الشاعر :[ الوافر ]

٤٨١٦ - زَنِيمٌ ليْسَ يُعرفُ من أبُوهُ بَغِيُّ الأمِّ ذُو حسبٍ لَئِيم
قيل : بغتْ أمه ولم يعرف حتى نزلت الآية، وهذا لأن الغالب أن المنطقة إذا خبثت خبث الولدُ، كا روي أن النبي ﷺ قال :« لا يَدْخلُ الجنَّة ولدُ زِنَا، ولا ولَدُ وَلدِهِ ».
وقال عبد الله بن عمر : إن النبي ﷺ قال :« إنَّ أوْلادَ الزِّنَا يُحشَرُونَ يومَ القِيامةِ في صُورةِ القِرَدةِ والخَنازِيرِ ».
وقالت ميمونة : سمعت النبي ﷺ يقول :« لا تَزالُ أمَّتِي بخيْرٍ، مَا لَمْ يَفْشُ فِيهِمْ ولدُ الزِّنَا، فإذا فَشَى فيهِمْ ولدُ الزِّنَا أوشَكَ أنْ يَعُمَّهُمُ اللَّهُ بعذابٍ ».
وقال عكرمة : إذا كثر ولد الزنا قحط المطر.
قال القرطبي : ومعظم المفسرين على أن هذه الآية نزلت في الوليد بن المغيرة وكان يطعم أهل منى حيساً ثلاثة أيام، وينادي ألا لا يوقدن أحدكم تحت بُرمةٍ، ألا لا يدخلن أحد بكُراع، ألا ومن أراد الحيس فليأت الوليد بن المغيرة، وكان ينفق في الحجة الواحدة عشرين ألفاً، أو أكثر، ولا يعطي المسكين درهماً واحداً؛ فقيل :« منَّاعٍ للخَيرِ »، وفيه نزل :


الصفحة التالية
Icon