﴿ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ الذين لاَ يُؤْتُونَ الزكاة ﴾ [ فصلت : ٦، ٧ ].
وقال محمد بن إسحاق : نزلت في الأخنس بن شريق؛ لأنه حليف ملحق في بني زهرة، فلذلك سمي زنيماً. وروى عكرمة عن ابن عباس أنه قال : في هذه الآية نُعت، فلم يعرف، حتى قتل زنيم فعرف، وكانت له زنمة في عنقه يعرف بها.
قال ابن قتيبة : لا نعلم أن الله وصف أحداً، ولا ذكر من عيوبه ما ذكر من عيوب الوليد بن المغيرة وألحق به عاراً لا يفارقه في الدنيا والآخرة.

فصل


قرأ الحسن :« عُتُلٌّ » بالرفع، أي هو عتل.
وحقه أن يقرأ ما بعده بالرفع أيضاً، لأنهم قالوا في القطع : إنه يبدأ بالإتباع، ثم بالقطع من غير عكس، وقوله :« بَعْدَ ذلِكَ » أي : بعدما وصفناه به.
قال ابن عطية : فهذا الترتيب إنما هو في قول الواصفِ لا في حصول تلك الصفات في الموصوف، وإلا فكونه عتلاًّ هو قبل كونه صاحب خير يمنعه.
وقال الزمخشريُّ :« بَعْدَ ذَلِكَ » أي : بعدما عد له من المثالب، والنقائصِ، ثم قال : جعل جفاءه ودعوته أشد معايبه، لأنه إذا غلظ وجفا طبعه قسا قلبُه واجترأ على كل معصية.
ونظير قوله :﴿ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ ﴾ ﴿ ثُمَّ كَانَ مِنَ الذين ﴾ [ البلد : ١٧ ].
قوله :﴿ أَن كَانَ ذَا مَالٍ وَبَنِينَ ﴾.
العامة : على فتح همزة « أن » ثم اختلفوا بعد، فقرأ ابن عامر وحمزة وأبو بكر وأضاف القرطبي معهم أبا جعفر وأبا حيوة والمغيرة والأعرج : بالاستفهام.
وباقي السبعة بالخبر.
والقارئون بالاستفهام على أصولهم من تحقيق، وتسهيل، وإدخال ألف بين الهمزتين وعدمه، ولا بد من بيان ذلك فنقول : قرأ حمزة وأبو بكر وذكر القرطبي معهم المفضل : بتحقيق الهمزتين، وعدم إدخال ألف بينهما، وهذا هو أصلهما.
وقرأ ابن ذكوان : بتسهيل الثانية، وعدم إدخال ألف.
وهشام بالتسهيل المذكور إلا أنه أدخل ألفاً بينهما.
فقد خالف كل منهما أصله، أما ابن ذكوان فإنه يحقق الهمزتين فقد سهل الثانية هنا، وأما هشام فإن أصله أن يجري في الثانية من هذا النحو وجهين من التحقيق كرفيقه، والتسهيل وقد التزم التسهيل هنا، وأما إدخال الألف فإنه فيه على أصله، كما تقدم أول البقرة.
وقرأ نافع في رواية اليزيدي عنه :« إن » بكسر الهمزة على الشرط.
فأما قراءة « أنْ » - بالفتح - على الخبر، ففيه أربعة أوجه :
أحدها : أنها « أن » المصدرية في موضع المفعول به مجرورة بلام مقدرة، واللام متعلقة بفعل النهي، أي : ولا تطع من هذه صفاته، لأن كان متمولاً وصاحب بنين.
الثاني : أنها متعلقة ب « عُتُل » وإن كان قد وصف.


الصفحة التالية
Icon