والحرد : قيل : الغضب والحنق. قاله السديُّ وسفيان.
وأنشد للأشهب بن رميلة :[ الطويل ]

٤٨٢٥ - أسُودُ شَرًى لاقَتْ أسُودَ خَفيَّةٍ تَساقَوْا على حَرْدٍ دِماءَ الأسَاوِدِ
قيل : ومثله :[ الرجز ]
٤٨٢٦ - إذَا جِيادُ الخَيْلِ جَاءتْ تَرْدِي مَملُوءةً مِنْ غضَبٍ وحَرْدِ
عطف لما تغاير اللفظان؛ كقوله :[ الوافر ]
٤٨٢٧ -........................... وألْفَى قوْلهَا كذِباً ومَيْنَا
قال أبو عبيدة والقتيبي :« عَلى حَرْدٍ » على منع من حاردت الناقة حراداً، أي : قل لبنها.
والحرود من النوق القليلة الدر، وحاردت السَّنةُ : قل مطرها، وخيرها.
ويقال : حرد - بالكسر - يحرد حرداً، وقد تفتح فيقال : حَرَدَ فهو حردان وحارد، وليوث حوارد.
وقيل : الحرد، والحرود : الانفراد، يقال : حَرَدَ - بالفتح - يَحْرُدُ - بالضم - حروداً وحرداً، أي : انعزل. ومنه كوكب حارد، أي : منفرد.
قال الأصمعي : هي لغة هذيل.
وقال القرطبيُّ : يقال : حرد يحرد حروداً، أي : تنحى عن قومه، ولم يخالطهم.
وقال أبو زيدٍ : رجل حريد من قوم حرداء، وقد حَرَدَ يَحْرِدُ حُرُوداً إذا ترك قومه، وتحول عنهم.
قال الأصمعي : رجل حريد، أي : فريد وحيد، قال : والمنفرد والمنحرد في لغة هذيل وأنشد لأبي ذؤيب :[ البسيط ]
٤٨٢٨ -........................... كأنَّهُ كَوكَبٌ في الجَوِّ مُنْحِرِدُ
ورواه أبو عمرو : بالجيم، قال : وهو سهيل.
وقيل : الحردُ القصد، يقال : حَرَد يحْرِدُ - بالكسر - حرداً، قصداً، تقول : حردت حردك، أي : قصدت قصدك؛ قال الراجز :[ الرجز ]
٤٨٢٩ - أقْبَلَ سَيْلٌ جَاءَ مِنْ عِنْدِ اللَّه يَحْرِدُ حَرْدَ الجَنَّةِ المُغِلَّهْ
وقال قتادة ومجاهدٌ :« عَلى حَرْدٍ »، أي : على جد وجهد.
وقال القرطبيُّ ومجاهد وعكرمة : أي : على أمر مجتمع قد أسموه بينهم.
قال البغويُّ :« وهذا معنى القصدِ ».
وقال الحسنُ : على حاجةٍ وفاقةٍ.
وقيل : الحرد اسم جنتهم بعينها، قاله السديُّ.
وقال الأزهريُّ : حرد اسم قريتهم. وفيهما بعد. و « قَادِريْنَ » إما من القدرة وهو الظاهرُ، وإما من التقدير، وهو التضييق، أي : مضيقين على المساكين.
وقرأ العامة : بالإسكان.
وقرأ أبو العالية وابن السميفع : بالفتح، وهما لغتان.

فصل في تفسير « قادرين »


قال الفرَّاء : ومعنى « قادرين » قد قدروا أمرم، وبنوا عليه.
وقال قتادة : قادرين على جنتهم عند أنفسهم.
وقال الشعبيُّ : قادرين على المساكين.
وقيل : معناه من الوجود، أي : منعوا وهم واجدون.
ومعنى الآيةِ : وغدوا، وكانوا عند أنفسهم، وفي ظنهم أنهم قادرون على منع المساكينَ.
قوله ﴿ فَلَمَّا رَأَوْهَا ﴾. يعني الجنة محترقة، لا شيء فيها قد صارت كالليل الأسود ينظرون إليها كالرماد أنكروها، وشكوا فيها، وقال بعضهم لبعض :« إنَّا لضالُّونَ » أي : ضللنا الطريق إلى جنتنا، ثم لما تأملوا وعرفوا أنها هي، قالوا :﴿ بَلْ نَحْنُ مَحْرُومُونَ ﴾ حرمنا خيرها بشؤم عزمنا على البخل ومنعنا الفقراء، قاله قتادة.


الصفحة التالية
Icon