﴿ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيراً ﴾ [ الفرقان : ٥٩ ]، وقوله :[ الطويل ]

٤٨٣٠ - فإنْ تَسْألُونِي بالنِّساءِ... .............................
والجملة في موضع نصب بعد إسقاط الخافض كما تقدم تقريره.
قوله :﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ ﴾. هذه قراءة العامة.
وقرأ عبد الله :﴿ أم لهم شرك فليأتوا بشركهم ﴾ بلفظ المصدرِ.
قال القرطبيُّ :﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَآءُ ﴾، أي : ألهم، والميم صلة، ومعنى : شركاءُ، أي : شهداء ﴿ فَلْيَأتُواْ بِشُرَكَآئِهِمْ ﴾ يشهدون على ما زعموا ﴿ إِن كَانُواْ صَادِقِينَ ﴾ في دعواهم.
وقيل : فليأتوا بشركائهم إن أمكنهم، فهو أمر تعجيز.
وقال ابن الخطيب :« في تفسيره وجهان :
الأول : أن المعنى أم لهم أشياء يعتقدون أنها شركاء لله ويعتقدون أن أولئك شركاء يجعلونهم في الآخرة مثل المؤمنين في الثواب، والخلاص من العقابِ، وإنما إضاف الشركاء إليهم؛ لأنهم جعلوها شركاء للَّهِ، كقوله :﴿ هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذَلِكُمْ مِّن شَيْءٍ ﴾ [ الروم : ٤٠ ].
الثاني : أم لهم أناسٌ يشاركونهم في هذا المذهب، وهو التسوية بين المسلمين والمجرمين فليأتوا بهم إن كانوا صادقينَ في دعواهم، والمراد بيان أنه كما ليس لهم دليل عقلي، ولا دليل من كتاب يدرسونه، فليس لهم من يوافقهم من العقلاء على هذا القولِ، فدل ذلك على بطلانه »
.


الصفحة التالية
Icon