انتهى ما رد به عليه.
قال شهاب الدين :« وهذا مجرد دعوى ».
وقرأ ابنُ كثيرٍ وابن عامر بخلافٍ عن ابن ذكوان :« يؤمنون، يذكرون » بالغيبة حملاً على « الخاطئون » والباقون : بالخطاب، حملاً على « بما تبصرون ».
وأبيّ : وتتذكرون « بتاءين ».

فصل في القرآن الكريم


قوله :﴿ وما هو بقول شاعرٍ ﴾ ؛ لأنه مباينٌ لصنوفِ الشعر كلِّها، ﴿ ولا بقول كاهنٍ ﴾ ؛ لأنه ورد بسبِّ الشياطين وشتمهم فلا ينزلون شيئاً على من سبِّهم.
وقوله :﴿ قَلِيلاً مَّا تُؤْمِنُونَ ﴾، المراد بالقليل من إيمانهم هو أنهم إذا سئلوا من خلقهم قالوا : الله.
وقيل : إنهم قد يؤمنون في قلوبهم إلا أنهم يرجعون عنه سريعاً، ولا يتممون الاستدلال، ألا ترى إلى قوله تعالى :﴿ إنَّهُ فَكَّرَ وَقَدَّرَ ﴾ [ المدثر : ١٨ ] إلا أنه في آخرِ الأمرِ قال :﴿ إِنْ هاذآ إِلاَّ سِحْرٌ يُؤْثَرُ ﴾ [ المدثر : ٢٤ ].
وقال مقاتل : يعني بالقليل أنهم لا يصدقون بأن القرآن من الله تعالى، والمعنى لا يؤمنون أصلاً، والعربُ يقولون : قلّ ما تأتينا، يريدون لا تأتينا.
قوله :﴿ تَنزِيلٌ مِّن رَّبِّ العالمين ﴾، هذه قراءةُ العامة، أعني الرَّفع على إضمار مبتدأ، أي : هو تنزيلٌ وتقدم مثله.
وأبو السِّمال :« تنزيلاً » بالنصب على إضمار فعل، أي : نزل تنزيلاً.
قال القرطبي : وهو عطفٌ على قوله :﴿ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ ﴾ أي : إنه لقول رسول كريم، وهو تنزيل من رب العالمين.


الصفحة التالية
Icon