والحسرة : الندامة.
وقيل :« إنه لحسرة » يعني : التكذيب به، لدلالة مكذبين على المصدر دلالة « السَّفيه » فيه في قوله :[ الوافر ]

٤٨٥٦ - إذَا نُهِيَ السَّفيهُ جَرَى إليْهِ وخَالفَ، والسَّفيهُ إلى خِلافِ
أي : إلى السَّفهِ.

فصل فيمن استدل بالآية على أن الكفر ليس من الله


قال ابنُ الخطيب : وللمعتزلة أن يتمسكوا بهذه الآية، على أنَّ الكُفر ليس من الله؛ لأنه وصف القرآن بأنه تذكرةٌ للمتقين، ولم يقل : إنه ضلالٌ للمكذبين؛ بل نسب الضَّلال إليهم بقوله :﴿ وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنكُمْ مُّكَذِّبِينَ ﴾.
والجوابُ : ما تقدم.
قوله :﴿ وَإِنَّهُ لَحَقُّ اليقين ﴾ يعني : القرآن العظيم، تنزيل من الله - تعالى - فهو كحق اليقينِ.
وقيل : حقًّا يقيناً لا بطلان فيه، ويقيناً لا ريب فيه، ثم أضيف أحد الوصفين إلى الآخرة للتأكيد، قاله ابن الخطيب.
وقال القرطبيُّ : قال ابنُ عبَّاسٍ : إنما هو كقولك : عينُ اليقينِ ومحضُ اليقينِ، ولو كان اليقينَ نعتاً لم يجز أن يضاف إليه، كما لا تقول : هذا رجل الظريف.
وقيل : أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين.
وقوله :﴿ فَسَبِّحْ باسم رَبِّكَ العظيم ﴾.
قال ابن عبَّاس : أي : فَصَلِّ لربِّك وقيل : نزِّه اللَّه عن السوءِ والنقائصِ، إما شُكْراً على ما جعلك أهْلاً لإيحائه إليك، وإمَّا تنزيهاً له عن الرضا بأن يُنسبَ إليه الكذبُ من الوَحْي.
روى الثعلبي عن أبيِّ بن كعب قال : قال رسولُ الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ سُورةَ الحَاقَّةِ حَاسَبَهُ اللَّهُ - عزَّ وجلَّ - حِسَاباً يَسِيراً ».
وعن فُضالةَ بنِ شريك، عن أبي الزاهرية قال : سمعته يقول :« مَنْ قَرَأ إحدى عَشْرَةَ آيةً من سُورةِ الحاقَّةِ، أجِير من فِتْنَةِ الدَّجَّالِ؛ ومنْ قَرَأها، كَانَ لَهُ نُوراً مِنْ فَوْقِ رَأسِهِ إلى قَدَمَيْهِ ».


الصفحة التالية
Icon