وقاله سعيد بن جبير.
وقيل :« الشُّواظ » : النَّار والدخان جميعاً. قاله ابن عمر، وحكاه الأخفش عن بعض العرب.
و « يُرْسَل » مبني للمفعول وهي قراءة العامة، وزيد بن علي « نرسل » بالنون شُواظاً ونحاساً بالنصب، و « من نار » صفة ل « شواظ » أو متعلق ب « يرسل ».
قوله :« ونُحَاس ».
قرأ ابن كثير وأبو عمرو : بجره عطفاً على « نار ».
والباقون : برفعه عطفاً على « شُواظ ».
و « النُّحَاس » : قيل : هو الصفر المعروف يذيبه الله - تعالى - ويعذبهم به.
وقيل : الدخان الذي لا لهب معه.
قال الخليل : وهو معروف في كلام العرب.
وأنشد للأعشى :[ المتقارب ]
٤٦٤٤- يُضِيءُ كَضَوْءِ السِّرَاجِ السَّلِي | طِ لَمْ يَجْعَل اللَّهُ فيهِ نُحَاسَا |
فأما الجر على قول من قال : إن الشواظ اللَّهب الذي لا دخان فيه فبعيد لا يسوغ إلا على تقدير حذف موصوف كأنه قال :« يرسل عليكما شواظ من نار، وشيء من نحاس » ف « شيء » معطوف على شواظ، و « من نحاس » جملة هي صفة لشيء، وحذف « شيء » وحذفت « من » لتقدم ذكرها في « من نار » كما حذفت « على » من قولهم : على من تنزل أنزل أي : وعليه، فيكون « نُحَاس » على هذا مجروراً ب « من » المحذوفة، وتضم نونه وتكسر، وبالكسر قرأ مجاهد، وطلحة والكلبي، ونقله القرطبي عن حميد أيضاً، وعكرمة، وأبي العالية.
وقرأ ابن جندب :« ونَحْسٌ »، كقوله تعالى :﴿ فِي يَوْمِ نَحْسٍ ﴾ [ القمر : ١٩ ] وابن أبي بكرة، وابن أبي إسحاق :« ونَحُسُّ » بضم الحاء والسين مشددة من قوله تعالى :﴿ إِذْ تَحُسُّونَهُم ﴾ [ آل عمران : ١٥٢ ] أي : ونقتل بالعذاب، وقرأ ابن أبي إسحاق أيضاً :« ونَحس » بضم الحاء وفتحها وكسرها وجر السين، والحسن والقاضي :« ونُحُسٍ » بضمتين وجر السين.
وتقدمت قرأة زيد :« ونُحَاساً » بالنَّصْب لعطفه على « شُواظاً » في قراءته.
و « النِّحاس » أيضاً بالكسر : الطبيعة والأصل.
يقال : فلان كريم النحاس و « النُّحاس » أيضاً بالضم، أي : كريم النِّجار.
قال ابن مسعود : النحاس : المهل وقال الضحاك : هو دُرْديّ الزَّيت المغلي.
وقال الكسائي : هو النار التي لها ريح شديدة.
قوله تعالى :﴿ فَلاَ تَنتَصِرَانِ ﴾ أي : لا ينصر بعضكم بعضاً، يعني الجن والإنس.
وثنّى الضمير في « عَلَيْكُمَا »؛ لأن المراد النوعان، وجمع في قوله :« إن اسْتَطعْتُمْ »؛ لأنه خطاب للمعشر، وكذا قوله تعالى :﴿ فَلاَ تَنتَصِرَانِ ﴾ خطاب للحاضرين، وهم نوعان.