وقيل : مرفوعة القدر، يقال : ثوب رفيع أي :[ عزيز ] مرتفع القدر والثمن، بدليل قوله تعالى :﴿ مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَآئِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ ﴾ [ الرحمن : ٥٤ ] فكيف ظهائرها؟ وقيل : مرفوعة بعضها فوق بعض.
« وروى التِّرمذي عن أبي سعيد عن النبي ﷺ في قوله تعالى :﴿ وَفُرُشٍ مَّرْفُوعَةٍ ﴾ قال :» ارْتفَاعُهَا كما بَيْنَ السَّماءِ والأرْضِ مَسِيرةَ خَمْسمائة عامٍ « قال : حديث غريب ».
قوله :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ ﴾.
قيل : الضَّمير يعود ( على ) الحُور العين، أي : خلقناهن من غير ولادة.
وقيل : المراد نساء بني آدم خلقناهنَّ خلقاً جديداً، وهو الإعادة، أي أعدناهنّ إلى حال الشَّباب، وكمال الجمال، ويرجحه قوله :﴿ فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ﴾ لأن المخلوقة ابتداء معلوم أنها بكر.
والمعنى أنشأنا العجوز والصَّبية إنشاء، وأخرن، ولم يتقدم ذكرهنّ؛ لأنَّهن قد دخلن في أصحاب اليمين، ولأن الفُرش كناية عن النساء كما تقدم.
« وروي عن النبي ﷺ في قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ قال :» مِنهُنَّ البِكرُ والثَّيِّبُ « ».
« وروى النحاس بإسناده عن أم سلمة سألت النبي ﷺ عن قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً ﴾، فقال :» يا أمَّ سلمة، هُنَّ اللَّواتِي قُبِضْنَ في الدُّنيا عَجَائِزَ، شُمْطاً، عُمْشاً، رُمْصاً، جعلهُنَّ اللَّهُ بعد الكبر أتْرَاباً على ميلادٍ واحدٍ في الاستواءِ « ».
وروى أنس بن مالك، يرفعه في قوله :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً ﴾ قال :« هُنَّ العجائزُ العُمْشُ، الرُّمص، كُنَّ في الدُّنيا عُمْشاً رُمْصاً ».
وعن المسيب بن شريك :« قال النبي ﷺ في قوله تعالى :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً عُرُباً أَتْرَاباً ﴾، قال :» هُنَّ عجائزُ الدُّنيا، أنشَأهُنَّ الله تعالى خلقاً جديداً، كُلَّما أتَاهُنَّ أزواجهُنَّ وجدُوهُنَّ أبْكاراً « فلما سمعت عائشة بذلك قالت : واوجعاه، فقال النبي ﷺ :» لَيْسَ هُناكَ وجعٌ « ».
وعن الحسن قال :« أتت عجوز النبي ﷺ فقالت : يا رسول الله ادعُ الله أن يدخلني الجنة، فقال :» يَا أم فُلانٍ، الجنَّةُ لا يدخُلهَا عَجُوزٌ «، قال : فولَّت تبكي، فقال : أخْبرُوهَا أنَّهَا لا تدخُلهَا وهيَ عجُوزٌ، إنَّ الله تعالى يقُولُ :﴿ إِنَّآ أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَآءً فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَاراً ﴾ ».
قوله :« عُرُباً ».
جمع « عَرُوب » ك « صَبُور، وصُبُر »، والعَرُوب : المحببة إلى بعلها، واشتقاقه من « أعرب » إذا بين.
فالعروب : تبين محبتها لزوجها بشكل وغُنْج وحسن كلام. قاله عكرمة وقتادة.
وقيل : الحسناء.
وقيل : المحسِّنة لكلامها.
وقرأ حمزة، وأبو بكر : بسكون الراء. وهذا ك « رُسُل ورُسْل، وفُرُش وفُرْش ». وقال ابن عباس رضي الله عنهما : هنّ العواشق.
وأنشد للبيد :[ البسيط ]



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2024
Icon
٤٦٩٠- وفِي الخُدُورِ عرُوبٌ غَيْرُ فَاحِشَةٍ رَيَّا الرَّوادفِ يَغْشَى دُونهَا البَصَرُ