فال الزمخشري :« ولا يغني » في محل الجر، أي وغير مُغْنٍ عنهم من حر اللهب شيئاً.
﴿ إِنَّهَا ﴾ أي إن جهنم، لأن السياق كله لأجلها.
وقرأ العامة :« بِشَررٍ » بفتح الشين وألف بين الراءين.
وورش يرقّق الراء الأولى لكسر التي بعدها.
وقرأ ابن عباس وابن مقسم : بكسر الشين وألف بين الراءين.
وعيسى كذلك، إلا أنه يفتح الشين.
فقراءة ابن عباس : يجوز أن تكون جمعاً ل « شَرَرة »، و « فَعَلة » تجمع على « فِعَال » نحو « رَقَبة ورِقَاب، ورحبة ورِحَاب ».
وأن يكون جمعاً ل « شر » لا يراد به « أفعل » التفضيل : يقال : رجل شر، ورجال أشرار ورجل خير ورجال أخيار، ويؤنثان، فيقال : امرأة شرة وامرأة خيرة، فإن أريد بهما التفضيل امتنع ذلك فيهما، واختصّا بأحكام مذكورة في كتب النحو، أي : ترمي بشرار من العذاب، أو بشرار من الخلق.
وأما قراءة عيسى : فهو جمع شرارة بالألف، وهي لغة تميم، والشررة والشرارة : ما تطاير من النار منصرفاً.
قال القرطبي :« الشرر : واحدته شررة، والشرار : واحدته شرارة، وهو ما تطاير من النار في كل جهة، وأصله من شررت الثوب إذا بسطته للشمس ليجفَّ.
والقَصْر : البناء العالي ».
قوله :﴿ كالقصر ﴾ العامة على فتح القاف وسكون الصاد وهو من القصر المعروف شبِّهت به في كبره وعظمه.
وابن عباس وتلميذه ابن جبير والحسن : بفتح القاف والصَّاد، وهي جمع قصرة - بالفتح - والقصرة : أعناق الإبل والنخل وأصول الشجر.
وقرأ ابن جبير والحسن أيضاً : بكسر القاف وفتح الصَّاد، جمع قصرة بفتح القاف.
قال الزمخشري :« كحاجة وحوج ».
وقال أبو حيان :« كحلقة من الحديد وحلق ».
وقرئ :« كالقَصِر » بفتح القاف وكسر الصاد.
قال شهاب الدين : ولم أر لها توجيهاً، ويظهر أن يكون ذلك من باب الإتباع والأصل : كالقصر - بسكون الصاد - ثم أتبع الصاد حركة الراء فكسرها، وإذا كانوا قد فعلوا ذلك في المشغول بحركة نحو « كَتِف، وكَبِد » فلأن يفعلوه في الخالي منها أولى، ويجوز أن يكون ذلك للنقل، بمعنى أنه وقف على الكلمة، فنقل كسرة الراء إلى الساكن قبلها، ثم أجرى الوصل مجرى الوقف، وهو باب شائع عند القراء والنحاة.
وقرأ عبد الله : قُصُر وفيها وجهان :
أحدهما : أنه جمع قصر، ك « رَهْن ورُهُن ». قاله الزمخشري.
والثاني : أنه مقصور من قصور؛ كقوله :[ الرجز ]
٥٠٦٠- فِيهَا عَيَايِيلُ أسُودٌ ونُمُرْ...