٥١١٠- يَسْعَى بِهَا غلْبُ الرِّقابِ كأنَّهُمْ | بُزلٌ كُسينَ مِنَ الكُحَيْلِ جِلالا |
٥١١١- مَا زِلْتُ يَوْمَ البَيْنِ ألْوِي صُلْبِي | والرَّأسَ حتَّى صِرْتُ مِثْلَ الأغلبِ |
وقال قتادةُ : وابنُ زيدٍ : الغلبُ : النَّخْلُ الكرامُ.
وعن ابن زيدٍ أيضاً وعكرمةَ : عظام الأوساط، والجذوع.
وقال مجاهد : ملتفة. وتقدم الكلام على الحدائق في سورة « النمل ».
قوله :﴿ وَفَاكِهَةً وَأَبّاً ﴾. الفاكهةُ : ما يأكله الناس من ثمار الأشجار، كالتين، والخوخ، وغيرهما.
قال ابن الخطيب : وقد استدلَّ بعضهم بأنَّ الله - تعالى - لمَّا ذكره الفاكهة بعد ذكر العنبِ، والزيتونِ، والنخل، وجب ألا يدخل هذه الأشياء في الفاكهة، وهذا أقربُ من جهة الظاهر؛ لان المعطوف مغاير للمعطوف عليه.
وأمَّا الأبُّ : فقيل : الأبُّ للبهائم بمنزلة الفاكهة للنَّاس.
وقيل : هو مطلق المرعى.
قال الشاعر يمدحُ النبي ﷺ :[ الطويل ]
٥١١٢- لَهُ دَعْوةٌ مَيْمُونةٌ رِيحُهَا الصَّبا | بِهَا يُنْبِتُ اللهُ الحَصِيدةَ والأبَّا |
٥١١٣- جِذمُنَا قَيْسٌ ونَجْدٌ دَارُنَا | ولنَا الأبُّ بِهِ والمُكْرَعُ |
وقيل : الأبُّ ما تأكله البهائمُ من العُشْبِ.
قال ابنُ عباسٍ والحسن : الأبُّ، كل ما أنبتت الأرض مما لا يأكله الناس، وما يأكله الآدميون، هو :« الحصيد ».
وعن ابن عباس وابن أبي طلحة : الأبُّ، الثِّمارُ الرَّطبةُ.
وقال الضحاك : هو التِّينُ خاصَّةً. وهو محكي عن ابن عباس أيضاً. وقيل : الأب الفاكهة رطب الثمار ويابسها.
وقال إبراهيم التيمي : سُئل أبُو بكر الصديقُ - رضي الله عنه - عن تفسير الفاكهة والأبِّ، فقال : أيُّ سماءٍ تظلني وأي أرض تقلّني إذا قلت في كتاب الله ما لا أعلم.
وقال أنس : سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقرأ هذه الآية، ثم قال : كل هذا عرفناه فما الأبُّ؟ ثم رفع عصا كانت بيده، ثم قال : هذا لعمر الله التكليف، وما عليك يا ابن أم عمر ألا تدري ما الأبُّ؟.
ثم قال : اتَّبعوا ما بين لكم في هذا الكتاب، وما لا فدعوه.
وروي عن النبي ﷺ قال :« خُلِقْتُمْ مِنْ سَبْعٍ، ورُزقتُمْ مِنْ سَبعٍ فاسجُدُوا للهِ على سَبْعٍ ».
وإنما أراد بقوله ﷺ :« خُلِقْتُمْ مِنَ سَبْعٍ » يعني :﴿ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِن مُّضْغَةٍ ﴾