ولما كان « لِيعْلمَ » مضمناً معنى « قَد عَلِمَ ذلِكَ » جاز عطف « وأحَاطَ » على ذلك المقدر.
قال القرطبي :« عَدَداً »، نصب على الحال، أي : أحصى كل شيء.

فصل في معنى الإحاطة في الآية.


المعنى : أحاط علمه بما عند الرسل، وما عند الملائكة.
وقال ابن جبيرٍ : المعنى ليعلم الرسل أن ربهم قد أحاط بما لديهم، فيبلغوا رسالاته ﴿ وأحصى كُلَّ شَيْءٍ عَدَداً ﴾ أي : علم كل شيء وعرفه فلم يخف عليه منه شيء، وهذه الآية تدل على أنه تعالى عالم بالجزئيات، وبجميع الموجودات.
روى الثعلبي عن أبيِّ بن كعب قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ سُورَةَ الجِنِّ أُعْطِيَ بعَددٍ كُلِّ جنِّي وشيْطانٍ صدَّق بمُحمَّدٍ ﷺ وكذَّب بِهِ عِتْقُ رَقبةٍ » والله تعالى أعلم بالصواب.


الصفحة التالية
Icon