فالأول : ك « يَئِسَ وأيِسَ ».
والثاني : ك « طَأمَن واطمَأنَّ ».
والثالث : ك « شوائع وشواعي ».
والرابع : ك « لعمري، ورعملي ».
قرأ العامة :« الموءودة » بهمزة بين واوين ساكنتين كالموعودة.
وقرأ البزي في رواية بهمزة مضمومة، ثم واو ساكنة. وفيه وجهان :
أحدهما : أن تكون كقراءة الجماعة، ثم نقل حركة الهمزة إلى « الواو » قبلها، وحذفت الهمزة فصار اللفظ :« الموودة » بواو مضمومة، ثم أخرى ساكنة، فقلبت « الواو » المضمومة همزة، نحو « أجُوهٍ » في « وُجُوه » فصار اللفظ كما ترى، ووزنها الآن « مَفْعُولة »؛ لأن المحذوف « عين ».
والثاني : أن تكون الجملة اسم مفعول من « آدَهُ يئوده » مثل « قَادَه يَقُودُه »، والأصل :« مأوودة »، مثل :« مقوودة »، ثم حذف إحدى الواوين على الخلاف المشهور في الحذف من نحو :« مَقُول، ومَصُون »، فوزنها الآن إما « مَفعلة »، إن قلنا : إنَّ المحذوف الواو الزائدة، وإمَّا « مَفولة » إن قلنا : إن المحذوف عين الكلمة، وهذا يظهرُ فضل علم التصريف. وقرأ الموودة - بضم الواو الأولى - على أنه نقل حركة الهمزة بعد حذفها، ولم يقلب الواو همزة.
وقرأ الأعمش :« المودة »، [ بسكون الواو ]، وتوجيهه : أنه حذف الهمزة اعتباطاً، فالتقى ساكنان، فحذف ثانيهما، ووزنها « المُفْلَة » : لأن الهمزة عين الكلمة، وقد حذفت.
وقال مكي : بل هو تخفيف قياسي، وذلك أنه نقل حركة « الهمزة » إلى « الواو » لم يهمزها، فاستثقل الضمة عليها فسكَّنها، فالتقى ساكنان، فحذف الثاني.
وهذا كله خروج عن الظاهر.
وإنما يظهر في ذلك ما نقله الفراء من أن حمزة وقف عليها كالموزة.
قالوا : لأجل الخط لأنها رسمت كذلك، والرسم سُنة متبعة.
والعامة على :« سُئِلَت » مبنياً للمفعول، مضموم السين.
والحسن : يكسرها من سال يسال.
وقرأ أبو جعفر :« قُتِّلتْ » - بتشديد التاء - على التكثير؛ لأن المراد اسم الجنس، فناسبه التكثير.
وقرأ عليٌّ وابن مسعودٍ وابنُ عباسٍ - رضي الله عنهم - « سألَت » مبنياً للفاعل، « قُتِلتُ » بضم التاء الأخيرة والتي للمتكلم، حكاية لكلامها.
وعن أبيّ وابن مسعودٍ - أيضاً - وابن يعمر :« سألتْ » مبنياً للفاعل، « قُتِلتْ » بتاء التأنيث الساكنة، كقراءة العامة.

فصل في وأد أهل الجاهلية لبناتهم


كانوا يدفنون بناتهم أحياء لخصلتين :
إحداهما : كانوا يقولون : الملائكة بنات الله، فألحقٌوا البنات به؛ تبارك وتعالى عن ذلك.


الصفحة التالية
Icon