أو يكون المراد وصف المؤمنين بالتصلُّب في دينهم، والثبات عليه، وإن لم يؤثر فيهم حضور هؤلاء، ولا استحيوا من مخالطتهم.
وإما أن يكون المراد بشهودهم شهادة الدعوة؛ أي : يشهد بعضهم لبعض عند الملك بما فعلوا بالمؤمنين.
وإما أنهم متثبّتون في فعلهم متبصرون فيه كما يفعل الشهود، ثم لا يرحمونهم مع ذلك ].
قوله :﴿ وَمَا نَقَمُواْ ﴾، العامة، على فتح القاف.
وزيدُ بن عليٍّ، وأبو حيوة، وابن أبي عبلة : بكسرها، والفصيح : الفتح. وقد تقدم ذلك في سورة « المائدة » و « براءة ».
والمعنى : ما نقم الملك وأصحابه من الذين حرَّقوهم ﴿ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ ﴾ إلاَّ أن صدقوا بالله؛ كقوله :[ الطويل ]
٥١٥٥- ولا عَيْبَ فِيهَا غَيْرَ شُكلةِ عَيْنهَا | كَذاكَ عِتاقُ الطَّيْرِ شُكلٌ عُيونُهَا |
٥١٥٦- ما نَقَمُوا من بَنِي أميَّة إلْ | لا أنَّهُم يَحْلمُونَ إنْ غَضِبُوا |
وقوله تعالى :﴿ أَن يُؤْمِنُواْ ﴾ أتى بالفعل المستقبل تنبيهاً على أنَّ التعذيب إنما كان لأجل إيمانهم في المستقبل، ولو كفروا في المستقبل لم يعذبوا على ما مضى من الإيمان، فكأنه قيل : أن يدوموا على إيمانهم، و « العَزِيز » هو الغالب المنيع، « الحميد » : المحمود في كل حال.
﴿ الذي لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض ﴾ : لا شريك له فيهما.
﴿ والله عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ ﴾ أي : عالم بأعمال خلقه لا يخفى عليه خافية، وهذا وعد عظيم للمطيعين، ووعيد للمجرمين.