قال الأزهريُّ :« يقال : هذه شفة، في الوصل، وشفة، بالتاء والهاء ».
قوله :﴿ وَهَدَيْنَاهُ النجدين ﴾، يعني : الطريقتين : طريق الخير وطريق الشِّر.
روى قتادةُ قال : ذكر لنا أن النبي ﷺ، كان يقول :« يا أيُّها النَّاس، إنَّما هُمَا النَّجدانِ : نَجْدُ الخيرِ، ونجدُ الشَّرِّ، فلم تَجْعَلُ نَجْدَ الشر أحبَّ إليْكَ من نَجْدِ الخَيْرِ ».
فكأنه لما وهمت الدلائل، جعلت كالطريق المرتفعة العالية، لكونها واضحة للعقول، كوضوح الطريق العالي للأبصار، ونظيره قوله تعالى :﴿ إِنَّا هَدَيْنَاهُ السبيل إِمَّا شَاكِراً وَإِمَّا كَفُوراً ﴾ [ الإنسان : ٣ ]، بعد قوله :﴿ فَجَعَلْنَاهُ سَمِيعاً بَصِيراً ﴾ [ الإنسان : ٢ ].
ورُوِيَ عن عكرمة، قال : النجدانِ : الثَّديانِ، وهو قول سعيد بن المسيب والضحاك.
ورُوِيَ عن ابن عبَّاسٍ وعلي - رضي الله عنهما - لأنهما كالطريقين لحياة الولد، ورزقه.
فقوله :« النجدين » إما ظرف، وإما على حذف الجار إن أريد بهما الثديان.
والنَّجدُ في الأصل : العنقُ، لارتفاعه.
وقيل : الطريق العالي.
قال امرؤ القيس :[ الطويل ]
٥٢١٣- فَريقَانِ :

مِنْهُمْ جَازعٌ بَطْنَ نَخْلَةٍ وأخَرُ مِنْهُمْ قَاطِعٌ نَجْدَ كَبْكَبِ
ومنه سميت نجد، لعلوها عن انخفاض تهامة.


الصفحة التالية
Icon