وحكى الزمخشري : إن أعرابياً أخر :« خَيْراً يرهُ »، فقيل له : قدمت وأخرت؛ فقال :[ الطويل ]
٥٢٦٧- خُذَا جَنْبَ هَرْشَى أو قَفَاهَا فإنَّهُ | كِلاَ جَانِبَيْ هَرْشَى لهُنَّ طَريقُ |
يريد : أن التقديم والتأخير سواء، وهذا لا يجوز - ألبتة - فإنه خطأ، فلا يعتمد به قراءة. وفي نصب « خيراً، وشراً »، وجهان :
أظهرهما : أنهما تمييز لأنه مقدار.
والثاني : أنهما بدلان من مثقال.
فصل في الكلام على هذه الآية
قال ابن مسعود - رضي الله عنه - : هذه أحكم آية في القرآن وأصدق. وقد اتفق العلماء على عموم هذه الآية، القائلون بالعموم ومن لم يقل به.
قال كعبُ الأحبار - رضي الله عنه - : لقد أنزل الله تعالى على محمد ﷺ آيتين، أحصتا ما في التوراة والإنجيل والزبور والصحف :﴿ فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ ﴾. [ وكان النبي ﷺ يسمي هذه الآية الجامعة الفاذّة ].
روى مالك في « الموطأ » : أن مسكيناً استطعم عائشة - رضي الله عنها - وبين يديها عنب، فقالت لإنسان : خذ حبة وأعطه إياها، فجعل ينظر إليها ويتعجب، فقالت عائشة : أتعجب، كم ترى في هذه الحبة من مثقال ذرة.
روى الترمذي عن أنس - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ ﴾ عدَلتْ لهُ نِصفَ القُرآنِ، ومَنْ قَرَأ :﴿ قُلْ هُوَ الله أَحَدٌ الله الصمد لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَّهُ كُفُواً أَحَدٌ ﴾ عدلتْ لهُ ثُلُثَ القُرآنِ ».
وعن علي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله ﷺ :« مَنْ قَرَأ ﴿ إِذَا زُلْزِلَتِ ﴾ أربعَ مرَّاتٍ، كَانَ كَمَنْ قَرَأ القُرآنَ كُلَّهُ » والله أعلم.