وقال مجاهد وسعيد بن جبير وابن عباس - أيضاً - : ألف دينار.
وقال قتادة : ستة آلاف دينار.
وقال سفيان الثوري : أربعة آلاف دينار.
وقال الثوري - أيضاً - : ألف ألف دينار.
وقال ابن الخطيب : المال الممدود : هو الذي يكون له مدد يأتي منه الجزء بعد الجزء دائماً، ولذلك فسره عمر - رضي الله عنه - غلة شهر بشهر وقال النعمان : الممدود بالزيادة كالزرع والضرع، وأنواع التجارات.
قال مقاتل : كان له بستان لا ينقطع شتاء ولا صيفاً، كما في قوله - تعالى - :﴿ وَظِلٍّ مَّمْدُودٍ ﴾ [ الواقعة : ٣٠ ]، أي : لا ينقطع والذي يظهر أنه المال الكثير، والتقديرات تحكم.
قوله :﴿ وَبَنِينَ شُهُوداً ﴾، أي : حضوراً لا يغيبون، ولا يفارقونه - ألبتة - طَيِّبَ القلب بحضورهم.
وقيل : معنى كونهم شهوداً، أي : يشهدون معه المجامعَ والمحافلَ.
وقيل :« شهوداً » أي : صاروا مثلهُ في شهود ما كان يشهدُ، والقيام بما كان يباشره.
قال مجاهد وقتادة : كانوا عشرة.
وقال السديُّ والضحاكُ : كانوا اثني عشر رجلاً، وعن الضحاك : سبعة ولدُوا بمكة، وخمسة بالطائف.
وقال مقاتل : كانوا سبعة أسلم منهم ثلاثةٌ : خالد، وهشام، والوليد بن الوليد، قال : فما زال الوليد بعد نزول هذه الآية في نقصان من ماله وولده حتى هلك قال ابن الخطيب كانوا سبعة الوليد بن الوليد وخالد وعمارة وهشام والعاص، وعبد القيس، وعبد شمس أسلم منهم ثلاثة : خالد، وعمارة، وهشام.
قوله :﴿ وَمَهَّدتُّ لَهُ تَمْهِيداً ﴾، أي : بسطتُ له في العيش بسطاً في الجاه العريض والرياسة في قومه.
والتميهدُ عند العرب : التوطئة والتهيئة.
ومنه : مهدُ الصبيّ.
وقال ابن عباس :﴿ ومَهَّدتُ لهُ تَمْهِيداً ﴾ أي : وسعَّتُ له ما بين « اليمن » إلى « الشام »، وهو قول مجاهدٍ وعن مجاهد أيضاً : أنه المال بعضه فوق بعض كما يمهد الفراش.
قوله تعالى :﴿ ثُمَّ يَطْمَعُ أَنْ أَزِيدَ كَلاَّ ﴾. لفظة « ثُمَّ » - هاهنا - معناها : التعجب كقولك لصاحبك : أنزلتك داري وأطعمتك وأسقيتك ثم أنت تشتمني، ونظيره : قوله تعالى :﴿ ثْمَّ الذين كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ يَعْدِلُونَ ﴾ [ الأنعام : ١ ]، فمعنى « ثُمَّ - هاهنا - الإنكارُ والتعجبُ، أي : ثم الوليد يطمعُ بعد هذا كله أن أزيدهُ في المالِ والولدِ، وقد كفر بِي! قاله الكلبي ومقاتل، ثم قال :» كَلاَّ « ليس يكون ذلك مع كفرهِ بالنعمِ.
قال الحسنُ وغيره : أي : ثُمَّ يطمعُ أن أدخلهُ الجنة، وكان الوليد يقولُ : إنْ كَانَ محمدٌ صادقاً فما خلقتِ الجنة إلا لي، فقال الله عزَّ وجلَّ رداً عليه وتكذيباً له :» كلاَّ « لستُ أزيدهُ، فلمْ يزلْ في نقصانٍ بعد قوله :» كلاَّ « حتى افتقر ومات فقيراً.
وقيل : أي : ثم يطمع أن أنصره على كفره، » كَلا « قطع للرجاء عما كان يطمع فيه من الزيادة، فيكون متصلاً بالكلام الأول.