٤٩٨٢ - وقَتيلُ مُرَّة أثْأرنَّ فإنَّهُ | فَرْغٌ وإنَّ أخَاكمُ لَمْ يَثْأرِ |
٤٩٨٣ - لَئِن تَكُ قَدْ ضَاقتْ عليكَم بُيوتكُمْ | ليَعلمُ ربِّي أنَّ بَيْتِيَ واسِعُ |
قال أبو البقاء : كقوله :﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ ﴾ [ النحل : ١٦٤ ]. والمعروف أنَّ لام الابتداء لا تدخل على المضارع إلاَّ في خبر « إنَّ » نحو :﴿ وَإِنَّ رَبَّكَ لَيَحْكُمُ ﴾ [ النحل : ١٦٤ ] وهذه الآية نظير الآية التي في سورة يونس :﴿ وَلاَ أَدْرَاكُم بِهِ ﴾ [ يونس : ١٦ ] فإنهما قرآها بغير الألف. والكلام فيها قد تقدم.
ولم يختلف في قوله :« ولاَ أقسم » أنه بالألف بعد « لا »؛ لأنه لم يرسم إلاَّ كذا بخلاف الأول، فإنه رسم بدون ألفٍ بعد « لا »، وكذلك في قوله تعالى ﴿ لاَ أُقْسِمُ بهذا البلد ﴾ [ البلد : ١ ] لم يختلف فيه أنه بألف بعد « لا »، وجواب القسم محذوف، تقديره : لتبعثنّ، دل عليه قوله ﴿ أَيَحْسَبُ الإنسان ﴾ [ القيامة : ٣ ].
وقيل : الجواب :« أيَحْسَبُ ».
وقيل : هو ﴿ بلى قَادِرِينَ ﴾ [ القيامة : ٤ ]، ويروى عن الحسن البصري.
وقيل : المعنى على نفي القسم، والمعنى : إنِّي لا أقسم على شيء، ولكن أسألك أيحسب الإنسان.
وهذه الأقوال شاذَّة منكرة، ولا تصح عن قائلها لخروجها عن لسان العرب، وإنما ذكرناها تنبيهاً على ضعفها.
فصل في معنى الآية
قال ابن عباس وابن جبير : معنى الكلام : أقسمُ بيوم القيامة، وهو قول أبي عبيدة، ومثله قوله :[ الطويل ]
٤٩٨٤ - تَذكَّرْتُ لَيْلَى فاعْترتْنِي صَبَابَةٌ | فَكادَ صَمِيمُ القَلْبِ لا يَتقطَّعُ |
وقيل :﴿ وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة ﴾ ردٌّ آخر وابتداء قسم بالنفس اللوامة.
قال الثعلبيُّ : والصحيح أنه أقسم بهما جميعاً، ومعنى « بالنَّفْسِ اللَّوامَةِ » : أي : نفس المؤمن الذي لا تراه يلوم إلا نفسه، يقول :[ ما أردت بكذا؟ ولا تراه إلا وهو يعاتب نفسه قاله ابن عبَّاس ومجاهد والحسن وغيرهم.
قال الحسن : هي والله نفس المؤمن ما يُرى المؤمن إلاّ يلوم نفسه ]، ما أردت بكلامي هذا؟ ما أردت بأكلي ما أردت بحديثي؟ والفاجر لا يحاسب نفسه.
وقال مجاهد : هي التي تلوم على ما فات وتندم، فتلوم نفسها على الشَّرِّ لم فعلته، وعلى الخير لِمَ لَمْ تستكثر منه.
وقيل : تلوم نفسها بما تلوم عليه غيرها.