٧٢٩ يَا نَفْسُ مَالَكِ دُونَ اللهِ مِنْ واقِ [ وَمَا عَلَى حَدَثَانِ الدَّهْرِ مِنْ بَاقِ ]
والولي : من وليت أمر فلان، أي قمت به، ومنهك وليّ العهد أيك المقيم بما عهد إليه من أمر المسلمين.
« وَلاَ نَصِيرٍ » عطل على لفظ « وليّ » ولو قرىء برفعه على الموضع لكان جائزاً، وأتى بصيغة « فعيل » في « ولي » و « نصير » ؛ لأنها أبلغ من فاعل، ولأن « ولياً » أكثر استعمالاً من « وَالٍ » ولهذا لم يجىء في القرآن إلا في سورة « الرعد ».
وأيضاً لتواخي الفواصل وأواخر الآي.
وفي قوله :« لكم » التفاوتٌ من خطاب الواحد لخطاب الجماعة، وفيه مناسبة، وهو أن المَنْفِيَّ صار نصّاَ في العموم بزيادة « من » فناسب كون المنفي عنه كذلك فَجُمِعَ لذلك.

فصل في أن الملك غير القدرة


استدل بعضهم بهذه الآية على أن الملك غير القدرة.
فقال : إنه تعالى قال أولاً :﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله على كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾ [ البقرة : ١٠٦ ] ثم قال بعده :﴿ أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله لَهُ مُلْكُ السماوات والأرض ﴾.
فلو كان المُلْك عبارة عن القدرة لكان هذا تكريراً من غير فائدة، والكلام في حقيقة الملك.


الصفحة التالية
Icon