﴿ رَبِّ إِنَّ ابني مِنْ أَهْلِي ﴾ [ هود : ٤٥ ] ويًصَغَّر « ابن » على بُنَيّ، قال لقمان :﴿ يابني لاَ تُشْرِكْ بالله ﴾ [ لقمان : ١٣ ]، وقال نوح :﴿ يابني اركب مَّعَنَا ﴾ [ هود : ٤٢ ].
قوله تعالى :﴿ والقناطير ﴾ هي جمع قِنْطار، وفي نونه قولان :
أحدهما : أنها أصلية، وأن وَزْنَه فِعْلاَل، كحِمْلاق، وقِرْطاس.
والثاني : أنها زائدة، وأن وزنه فِنْعال كفِنْعاس، وهو الجمل الشديد، واشتقاقه من قطر يقطر - إذا سال؛ لأن الذهب والفضة يُشَبَّهَان بالماء في سرعة الانقلابِ، وكثرة التقلُّب.
وقال الزَّجَّاج : هو مأخوذ من قَنْطَرتُ الشيء - إذا عقدته وأحكمته - ومنه القنطرة؛ لإحْكام عقدها.
حكى أبو عبيدة عن العرب أنهم يقولون : القنطار وزن لا يُحَدُّ.
قال ابن الخطيب :« وهذا هو الصحيح ».
وقال الربيع بن أنس : القنطار : المال الكثير بعضه على بعض.
وقال القرطبي :« والعرب تقول قنطر الرجل إذا بلغ ماله أن يوزن بالقنطار ».
وقال معاذ بن جبل - ورواه أبَيّ بنُ كعب عن النبي ﷺ - قال :« القنطارُ ألفٌ ومئتا أوقية ».
وقال ابن عباس والضحاك : ألف ومائتا مثقالٍ، وعنهما - في رواية أخرى - اثنا عشر ألفَ درْهمٍ أو ألف دينار دية أحدكم، وبه قال الحسن.
وروى أبو هريرة عن النبي ﷺ أنه قال :« القِنْطَارُ اثْنَا عَشَرَ ألْفَ أوْقيةٍ ».
وروى أنس - أيضاً - عنه أن القنطار ألف دينار.
وروى سعيد بن المسيب وقتادة : ثمانون ألفاً.
وقال مجاهدٌ : سبعون ألفاً.
وقال السُّدِّيُّ : أربعة آلاف مثقالٍ.
وقال الكلبيُّ أبو نضرة : القنطار - بلسان الروم - ملء مسك الثور من ذهب، أو فضة.
وقال الحكم : القنطار ما بين السماء والأرض من مال.
وقال سعيد بن جبير وعكرمة : مائة ألفٍ، ومائة مَنّ، ومائة رَطل، ومائة مثقال، ومائة درهم، وقد جاء الإسلام - يوم جاء - وبمكة مائة رجل قد قَنْطروا.
قوله :« الْمُقَنطَرَة » مُنَفْعَلَة من القنطار وهو للتأكيد، كقولهم : ألف مؤلَّفة، وبدرة مبدرة، وإبل مُؤبَّلة، ودراهم مُدَرْهمة.
وقال الكلبي : القناطير الثلاثة، والمقنطرة المضاعفة، فكان المجموع ستة.
وقال الضحاك : معنى « الْمُقَنْطَرَة » : المحَصَّنة المُحْكمة.
وقال قتادة : هي الكثير بعضها فوق بعض.
وقال السُّدِّي : المضروبة، المنقوشة حتى صارت دراهم ودنانير.
وقال الفراء : المضعّفة، والقناطير الثلاثة، فالمقنطرة تسعة وجاء في الحديث أن القنطار ألف ومائتا أوقية، والأوقية خير مما بين السماء والأرض.
وقال ابو عبيدة : القناطير أحدها قنطار، ولا نجد العرب تعرف وزنه ولا واحد للقنطار من لفظه.
وقال ثعلب : المعوَّل عليه عند العرب أنه أربعة آلاف دينار، فإذا قالوا : قَنَاطير مقنطرةٌ، فهي اثنا عشر ديناراً وقيل : غن القنطار ملء جلد ثور ذهباً.


الصفحة التالية