١٥٤١- أفْتَى تِلاَدِي وَمَا جَمَّعْتُ مِنْ نَشَبٍ | قَرْعُ الْقَوَاقِيزِ أفْوَاهُ الأبَارِيقِ |
السادس : أنها شرطية، والجزاء محذوف، يدل عليه ما تقدم، أو هو نفس المتقدم - على رأي - ولا بد من ضمير يعود من جملة الشرط على « النَّاسِ »، تقديره : من استطاع منهم إليه سبيلاً فلله عليه.
ويترجح هذا بمقابلته بالشرط بعده، وهو قوله :﴿ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ الله غَنِيٌّ عَنِ العالمين ﴾.
وقوله :﴿ وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت ﴾ جملة من مبتدأ - وهو ﴿ حِجُّ البيت ﴾ - وخبر - وهو قوله :« لله » - و « عَلَى النَّاسِ » متعلق بما تعلق به الخبر، أو متعلق بمحذوف؛ على أنه حال من الضمير المستكن في الجار، والعامل فيه - أيضاً - ذلك الاستقرار المحذوف، ويجوز أن يكون على الناس هو الخبر، و « للهِ » متعلق بما تعلق به الخبر، ويمتنع فيه أن يكون حالاً من الضمير في « عَلَى النَّاسِ » وَإنْ كان العكس جائزاً - كما تقدم-.
والفرق أنه يلزم هنا تقديم الحال على العامل المعنوي، والحال لا يتقدم على العامل المعنوي - بخلاف الظرف وحرف الجر، فإنهما يتقدمان على عاملهما المعنوي؛ للاتساع فيهما، وقد تقدم أن الشيخ جمال الدين بن مالك، يجوز تقديمها على العامل المعنوي - إذا كانت هي ظرفاً، أو حرف جر، والعامل كذلك، ومسألتنا في الآية الكريمة من هذا القبيل. وقد جيء في هذه الآيات بمبالغاتٍ كثيرة.
منها قوله :﴿ وَللَّهِ عَلَى الناس حِجُّ البيت ﴾ يعني : أنه حق واجب عليهم لله في رقابهم، لا ينفكون عن أدائه والخروج عن عُهدته.
ومنها : أنه ذكر « النَّاسَ »، ثم أبدل منهم ﴿ مَنِ استطاع إِلَيْهِ سَبِيلاً ﴾، وفيه ضربان من التأكيد.