فإن قيل :« شكر » و « كفر » لا يتعديان إلا إلى واحد، يقال : شكر النعمة، وكفرها - فكيف تعدّى - هنا - لاثنين أولهما قام مقام الفاعل، والثاني : الهاء في « يكفروه » ؟.
فقيل : إنه ضُمِّن معنى فعل يتعدى لاثنين - كحرم ومنع، فكأنه قيل : فلن يُحْرَموه، ولن يُمْنَعُوا جزاءه.
ثم قال :﴿ والله عَلِيمٌ بالمتقين ﴾ واسم « الله » يدل على عدم العجز، والبخل، والحاجة؛ لأنه إله جميع المحدثات، وقوله :« عَلِيمٌ » يدل على عدم الجَهْل، وإذا انتفت هذه الصفاتُ، امتنع المنع من الجزاء؛ لأن منعَ الحق لا بد وأن يكون لأحد هذه الأمور.
وقوله :﴿ بِالمُتَّقِينَ ﴾ - مع أنه عالم بالكلِّ - بشارة للمتقين بجزيل الثواب.