١٦١١- أقُولُ إذْ خَرَّتْ عَلَى الْكَلْكَالِ يَا نَاقَتَا مَا جُلْتُ مِنْ مَجَالِ
يريد :« الكلكل »، فمطل ومثله قول الشاعر :[ الوافر ]
١٦١٢- فَأنْتَ مِنَ الْغَوَائِلِ حِينَ تُرْمَى وَمَنْ ذَمِّ الرِّجَالِ بِمُنْتَزَاحِ
يريد : بمنتزح.
قال أبو الفتح :« فإذا جاز أن يعترض هذا [ الفتور ] والتمادي بين أثناء الكلمة الواحدة، جاز التمادي بين المضاف والمضاف إليه، إذ هما اثنان ».
قال أبو حيان - بعد نقل كلام ابن عطية- :« وهو تكثير وتنظير بغير ما يناسب، والذي يناسب توجيه هذه القراءة الشاذة أنها من إجراء الوَصْل مُجْرَى الوَقْف، وإجراء الوَقْف مُجْرَى الوصل والوصل مجرى الوقف موجود في كلامهم وأما قوله : لكن قد جاء نحو هذا للعرب في مواضع، وجميع ما ذكر إنما هو من باب إشباع الحركة، وإشباع الحركة ليس نحو إبدال التاء هاء في الوَصْل، وإنما نظير هذا قولهم : ثلاثة اربعة، أبدل التاء هاء، ثم نقل حركة همزة أربعة إليها، وحذف الهمزة، فأجْرَى الوصل مُجْرَى الوقف في الإبدال، ولأجل الوصل نقل فأجرى الوصل مُجْرى الوقف؛ إذْ لا يكون هذا النقل إلا في الوَصْل ».
وقرئ شاذًّا - أيضاً - : بثلاثةْ آلاف - بتاء ساكنة، وهي أيضاً من إجراء الوصل مجرى الوقف من حيث السكون واختلفوا في هذه التاء الموقوف عليها الآن، أهي تاء التأنيث التي كانت، فسكنت فقط، أو هي بدل من هاء التأنيث المبدلة من التاء؟ ولا طائل تحته.
قوله :﴿ مِّنَ الملاائكة ﴾ يجوز أن تكون « مِنْ » للبيان، وأن تكون « مِنْ » ومجرورها في موضع الجر صفة ل « لَثَلاثَةِ » أو لِ « آلافٍ ».
قوله :﴿ مُنْزَلِينَ ﴾ صفة ل « ثلاثة آلاف »، ويجوز أن يكون حالاً من « الْمَلاَئِكَةِ » والأول أظهر. وقرأ ابن عامر « مُنزَّلين » - بالتضعيف - وكذلك شدد قوله في سورة العنكبوت :﴿ إِنَّا مُنزِلُونَ على أَهْلِ هذه القرية رِجْزاً مِّنَ السمآء ﴾ [ العنكبوت : ٣٤ ] إلا أنه هنا - اسم مفعول، وهناك اسم فاعل.
والباقون خفَّفوها وقرأها ابن أبي عَبْلَة - هنا - مُنَزَّلين - بالتشديد مكسور الزاي، مبنياً للفاعل.
وبعضهم قرأه كذلك، إلا أنه خفف الزاي، جعله من أنزل - كأكرم - والتضعيف والهمزة كلاهما للتعدية، ففعَّل وأفْعل بمعنًى، وقد تقدم أن الزمخشري جعل التشديد دالاًّ على التنجيم وتقدم البحث معه في ذلك وفي القراءتنين الأخيرتين يون المفعول محذوفاً، أي : منزلين النصر على المؤمنين، والعذاب على الكافرين.
قوله :﴿ بلى ﴾ حرف جواب، وهو إيجاب للنفي في قوله :﴿ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ ﴾ وقد تقدم الكلام عليه وجواب الشرط قوله :﴿ يُمْدِدْكُمْ ﴾.
والفوز : العجلة والسرعة، ومنه : فارت القِدْرُ، إذا اشتد غلبانها وسارع ما فيها إلى الخروج، و الفوز مصدر، يقال : فَار يفُورُ فَوْراً، قال تعالى :


الصفحة التالية
Icon