﴿ عَوَانٌ بَيْنَ ذلك ﴾ [ البقرة : ٦٨ ] ومنه :[ الرجز ]

١٧١٤- كأَنَّهُ في الجِلْدِ تَوْلِيعُ البَهَقْ وقد تقدم ذلك في البقرة، والأول أولى لأنه أقرب مذكور.
وقرأ الجمهور « حُوبً » بضم الحاءِ، ولحسن بفتحها، وبعضهم :« حَباً » بالألف، وهي لغت في المصدر، والفتح لغة تميم.
ونظير الحوْب والحاب، والقول والقال، والطُّرد والطَّرْد - وهو لإثم - وقيل : المضموم اسم مصدر، [ والمفتوح مصدر ] وصله من حوب الأبل، وهو زجرها فسُمِّي به لإثم؛ لأنه يزجر به، ويطلق على الذَّنب أيضاً؛ لأنه يزجر عنه، ومنه قول عليه السلام :« إنَّ طَلاقَ أمِّ أيُّوبَ لَحُوبْ » أي : لذنب عظيم. وقل القرطبي : والحوبُ الوحشة، ومنه قوله عليه السَّلام أبي أيوب « إن طلاق أم أيوب لحوب ».
قال القفال : وكأن أصل لكلمةِ من لتَّحوُّبِ وهو التَّوجُّعُ، فالحوبُ هو ارتكاب ما يتوجَّعُ لمرتكبُ منه، يقال : حَابَ يَحُوب، حَوْباً، وحَاباً وحِيابة.
قال المخبل السعدي :[ الطويل ]
١٧٣٥- فلا يَدْخُلَنَّ الدَّهْرَ قَبْرَكَ حُوبُ فَإنَّكَ تَلْقَاهُ عَلَيْكَ حَسِيبُ
وقال آخر [ الوافر ]
١٧٣٦- وإنّ مُهَاجِرَيْنِ تَكَنَّفَاهُ غَدَاتَئِذٍ لَقَدْ خَطِئَا وَحَابَا
والحَوْبةُ : المرة الواحدة، والحَوْبَةُ : الحاجة، ومنه في الدعاء « إليكَ أرفع حَوْبَتِي »، وأوقْعَ اللهُ الْحَوْبَة، و « تحوَّب فلان » إذا خرج من الحَوْب كتحرَّج وتَأَثَّمَ، والتضعيف للسَّلْبِ، و « الحَوِأب » بهمزة بعد الواو المكان الواسع والحوب الحاجة، يقال : ألحق اللهُ به الحوبةَ، أي :[ المسألة ] والحاجة، والمسكنة ومنه قولهم باب بحيبة سوء، وأصل الياء الواو، وتحوَّب فلان أي : تعبد وألقى الحوب عن نفسه، والتحوُّب أيضاً التحزُّن، وهو أيضاً الصياحُ الشديد كالزَّجْرِ.


الصفحة التالية
Icon