ثم قال -تعالى- :﴿ وَكَانَ الله عَلِيماً ﴾ بأنَّه لن يقْصِد « خطأ » لما حَكَم بِهِ عَلَيْه، ولم يؤاخِذُهُ بذلك الفَعْل الخَطَأ، فإن الحَكْمَة تقتضي ألاّ يُؤاخذ الإنْسَان إلا بما يَتَعَمَّد.
قال أهل السُّنَّة : أفعال الله- تعالى- غير معلَّلَةٍ برعاية المَصَالِحِ، ومعنى كونه « حكيماً » : كونه عَالِماً بعواقِبِ الأمُور.
قال المعتزلة : هذا باطِلٌ؛ لأنه - تعالى- عطف الحَكيم على العَلِيم، فَلَو كان الحَكِيم هو العَليم، لكان عَطْفَاً للشَّيْء على نَفْسِه، وهو مُحَالٌ.
الجواب : أن كل موضع في القُرْآن [ ورد فيه ] الحكِيم معْطُوفاً على العَلِيم- كان المُراد من الحَكِيم : كونه مُحْكَماً في الفِعْل، فالإتقان، والإحْكَام، عائدٌ إلى كيفيَّة الفعلِ.


الصفحة التالية
Icon