والثَّاني : على حذف وقت، أي : وقت وصيَّة، قال وهو مِنْ إضافَةِ الصِّفة إلى الزَّمانِ، ويقرب من ذلك قولهم : هو فارسُ حربٍ، أي : فارس في الحرب، وتقولُ : هو فارسُ زمانه، أي : فارس في زمانه، كذلك تقدير القراءة : غير مضارٍّ في وقت الوصيَّة.
ومفعول ﴿ مُضَآرٍّ ﴾ محذوفٌ إذا لم تُجعَلْ ﴿ وَصِيَّةً ﴾ مفعولةً، أي : غير مضارٍّ وَرَثتِهِ بوصيَّةِ.
فَإنْ قيل : ما الحكمةُ في أنَّهُ ختم الآية الأولى بقوله :« فريضة من الله والله عليم حليم » وختم هذه الآية بقوله :« وصية من الله » ؟ فالجوابُ : أنَّ لفظ الفرض أقوى وأؤكد من لفظ الوَصِيَّةِ، فختم شرح ميراث الأولاد بذكر الفريضة، وختم شرح ميراث الكلالة بالوصيَّةِ ليدُلَّ بذلك على أنَّ الكلَّ، وإن كان واجب الرِّعاية، إلاَّ أن رعاية حال الأولاد أولى وأقوى، ثم قال :« والله عليم حليم » عليم بمن جار أو عدل في وصيته « حليم » على الجائر لا يعالجه بالعقوبة وهذا وعيدٌ.