الثاني - وهو قولُ ثَعْلَب - : أنه جمعُ عَابِدٍ كشَارِفٍ وشُرُفٍ؛ وأنشد :[ الوافر ]
١٩٩٥- ألاَ يَا حَمْزَ للشُّرُفِ النِّوَاءِ | فَهُنَّ مُعَقَّلاتٌ بِالْفِنَاءِ |
والرابع : أنه جمع عبادٍ، وعبادٌ جمعُ « عَبْدٍ »، فيكونُ أيضاً جمعَ الجَمْع؛ مثل « ثِمَار » هو مع « ثَمَرَةٍ » [ ثم يُجْمَعُ على « ثُمُرٍ » ]، وهذا؛ لأنَّ « عِباداً » و « ثِمَاراً » جمعَيْن بمنزلة « كِتَابٍ » مفرداً، و « كِتَاب » يجمع على « كُتُب » فكذلك ما وازَنَه.
وقرأ الأعمَشُ :« وعُبَّدَ » بضمِّ العين وتشديد الباء مفتوحةً وفتحِ الدَّال، « الطَّاغُوتِ » بالجرِّ، وهو جمع : عَابدٍ؛ كضُرَّبٍ في جمعِ ضَاربٍ، وخُلَّص في جمع خالصٍ.
وقرأ ابنُ مسعود أيضاً في رواية علقمة :« وعُبَدَ الطَّاغُوتِ » بضمِّ العين وفتحِ الباء والدالِ، و « الطَّاغُوتِ » جَرًّا؛ وتوجيُهها : أنه بناءُ مبالغةٍ، كحُطَمٍ ولُبَدٍ، وهو اسْمُ جِنْسٍ مفردٍ يُرَادُ به الجَمْعُ، والقولُ فيه كالقول في قراءةِ حمزة، وقد تقدَّمَتْ.
وقرأ ابن مَسْعُودٍ في رواية عَلْقمَةَ أيضاً :« وعُبَّدَ الطَّاغُوتَ » بضمِّ العين، وبشد الباء مفتوحة، وفتح الدال، ونصب « الطَّاغُوت » ؛ وخرَّجها ابن عطية على أنها جمعُ عَابِدٍ؛ كضُرَّبٍ في جمع ضارِبٍ، وحَذَف التنوين من « عُبَّداً » ؛ لالتقاء الساكنين؛ كقوله :[ الطويل ]
١٩٩٦-.................. | وَلاَ ذَاكِر اللَّهَ إلاَّ قَلِيلاَ |
وقرأ بعضُ البصْريِّين :« وعِبَادَ الطَّاغُوتِ » بكسر العين، وبعد الباء المخفَّفة ألف، ونصْبِ الدال، وجَرِّ « الطَّاغُوتِ »، وفيها قولان :
أحدهما : أنه جمعُ عابدٍ؛ كقَائِمٍ وقيَامٍ، وصَائِمٍ وصيَامٍ.
والثاني : أنها جمعُ عَبْد؛ وأنشد سيبَوَيْهِ :[ الوافر ]
١٩٩٧- أتُوعِدُنِي بِقَوْمِكَ يَا بْنَ حَجْلٍ | أُشَابَاتٍ يُخَالُونَ الْعِبَادَا |