وقيل : دَارَ.
وقال الربيع بن أنس : نَزَلَ.
وقال عطاء : حَلَّ، والمعنى يدور على الإحاطة والشمول، ولا تستعمل إلا في الشر.
قال الشاعر :[ الطويل ]
٢١١٥... - فأوْطَأ جُرْدَ الخَيْلْ عُقْرَ دِيَارِهِمْ
وَحَاقَ بِهِمْ مِنْ بأسِ ضَبَّةَ حَائِقُ... وقال الراغب :« قيل : وأصله : حَقَّ، فقلب نحو » زَلَّ وزَال « وقد قرئ » فأزلهما وأزلَهُمَا « وعلى هذا ذَمَّهُ وذّامه ».
وقال الأزهري :« جعل أبو إسحاق » حاق « بمعنى » أحاط «، كأنَّ مَأخَذَهُ من » الحَوْق « وهو ما اسْتَدَارَ بالكَمَرَة ».
قال :« وجائز أن يكون الحَوْق فِعْلاً من » حاق يحيق «، كأنه في الأصل : حُيْق، فقلبت الياء واواً لانْضِمَامِ ما قلبها ».
وهل يحتاج إلى تقدير مضاف قبل « ما كانوا » ؟
نقل الوَاحِدِيُّ عن أكثر المفسرين ذلك، أي : عقوبة ما كانوا، أو جَزَاء ما كانوا، ثم قال :« وهذا إذا جعلت » ما « عبارة عن القرآن والشريعة وما جاء به النَّبي ﷺ، وإن جعلْتَ » ما « عبارة عن العذاب الذي كان ﷺ يُوعدهم به إن لم يؤمنوا استَغْنَيْتَ عن تقدير المضاف، والمعنى : فَحَاقَ بهم العذابُ الذي يستهزئون به، وينكرونه ».
والسُّخْرِيَةُ : الاسْتِهْزَاءُ والتهَكُّمُ؛ يقال : سِخِرَ منه وبه، ولا يُقَالُ إلاَّ اسْتَهْزَاءً به فلا يَتَعَدَّى ب « مِنْ ».
وقال الراغب :« سَخَرْتُهُ إذا سِخَّرْتَهُ للهُزْءِ منه، يقال : رجل سُخَرَةٍ بفتح الخاء إذا كان يَسْخَرُ من غيره، وسُخْرَة بِسُكُونها إذا كان يُسْخَر منه ومثله :» ضُحَكة وضُحْكة «، ولا ينقاس ».
وقوله :﴿ فاتخذتموهم سِخْرِيّاً ﴾ [ المؤمنون : ١١٠ ] يحتمل أن يكون من التسخير، وأن يكون من السُّخْرية.
وقد قرئ سُخْرياً وسِخْرياُ بضم السين وكسرها.
وسيأتي له مزيدُ بيان في موضعه إن شاء اللَّهُ تعالى.