والصَّغَا : مَيْلٌ في الحَنَك العَيْن، وصغت الشمس والنجوم : أي مالت للغُرُوب.
ويقال :« صَغَوْتُ، وصَغِيتُ وصَغَيْتُ » فاللاَّم واو أو ياء، ومع الياء تُكْسَرُ عين المَاضِي وتُفْتَحُ.
قال أبو حيَّان :« فَمَصْدر الأوَّل صَغْوٌ، والثَّاني صُغيُّ والثالث صَغاً، ومضارِعُها يَصْغَى بفتح العين ».
قال شهاب الدِّين : قد حَكَى الأصْمَعِيُّ في مصدر صَغَا يَصْغُوا صَغاً، فليس « صَغاً » مُخْتَصاً بكونه مَصْداً ل « صَغِي » بالكَسْر.
وزاد القرَّاء :« صُغِياً » و « صُغُواً » بالياء والواو مُشَدَّدتين، وأما قوله :« ومُضارِعُها، أي مُضارع الأفعال الثلاثة : يَصْغَى بِفَتْح الغين » فقد حكى أبُو عُبَيْد عن الكسَائِي : صَغَوتُ أصْغُو، وكذا ابن السِّكِّيت حَكَى : صَغَوتُ أصْغُو، فقد خَالَفُوا بين مُضارعِها، وصَغَوْتُ أصْغُو هو القياس الفَاشِي، فإن فعل المُعْتَل اللاَّم بالواو قِيَاس مُضَارعه : يَفْعُل بضمِّ العَيْن.
وقال أبو حيَّان أيضاً :« وهي - يعني الأفعال الثلاثة- لازمة » أي : لا تتعدَّى، وأصْغَى مثلْها لازم، ويأتِي متعدِّياً، فتكون الهَمْزَة للنَّقْل، وأنشد على « أصْغَى » اللاَّزم قول الشاعر :[ البسيط ]

٢٢٩٢-تَرَى السَّفِيهَ بِهِ عَنْ كُلِّ مُحْكَمَةٍ زَيَغٌ وَفِيهِ إلى التَّشْبيه إصْغَاءُ
قال شهاب الدِّين : ومثله قول الآخر :[ البسيط ]
٢٢٩٣- تُصْغِي إذَا شَدَّهَا بالرَّحْلِ جَانِحَةً حَتَّى إذا اسْتَوَى فِي غَرْزِهَأ تَثِبُ
وفي الحديث : فأصْغَى لها الإنَاء « وهذا الذي زَعَمه من كَوْن صغَى، أو صَغِيَ، أو صَغاً يكون لازماً غير مُوافَقٍ عليه، بل قد حَكى الرَّاغب أنه يُقَال : صَغَيْتُ الإنَاء وأصغَيْتُه [ وصَغِيت بكسر الغَيْن ] يُحْتَمل أن يَكُن من ذَوَات اليَاءِ، ويُحْتَمل أن يكُون من ذَواتَ الواوِ، وإنَّما قُلِبَت الواوُ ياءً؛ لانكسار ما قَبْلَها؛ كقَوِي، وهُو من القُوَّة.
وقراءة النَّخْعِي، والجَرَّاح بن عبد الله :»
ولِتُصْغَى « من أصغَى رباعياً وهو هُنا لاَزِم.
وقرأ الحسن :»
وَلْتَصْغى وليَرْضَوْه ولْيَقْتَرِفوا « بسكون اللاَّم في الثَّلاثة، وقال أبو عمرو الداني :» قراءة الحَسَن إنَّما هُو :« ولِتَصْغِي » بكَسْر الغَيْن «.
قال شهاب الدِّين : فتكون كقراءة النَّخَعِيِّ.
وقيل : قرأ الحسن :»
ولتصغي « بكَسْر اللاَّم كالعامَّة، ولْيَرْضوه ولْيَقْتَرِفوا بسكون اللاَّم، خرَّجوا تَسْكين اللاَّم على أحَدِ وَجْهَين : إمَّا أنها لام كي، وإنَّما سُكِّنَتْ إجراءً لها مع بَعْدها مُجْرى كَبِد، ونَمِر.
قال ابن جِنِّي :»
وهو قَوِيٌّ في القِيَاس، شاذٌّ في السَّماع «.
والثاني : أنَّها لام الأمْر، وهذا وإن تَمشَّى في »
لِيرْضَوْه ولِيَقْتَرِفوا : فلا يتمشَّى في :« ولِتَصْغى » إذ حرف العلة يحذف جزماً.
قال أبُو البقاء :« ولَيْست لام الأمْر؛ لأنه لَمْ يَجْزِم الفعل ».
قال شهاب الدِّين : قد ثبت حَرْف العِلَّة جَزْماً في المُتَواتِر، فمنها :﴿ أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَداً يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ ﴾ [ يوسف : ١٢ ] ﴿ إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيِصْبِرْ فَإِنَّ الله ﴾ [ يوسف : ٩٠ ] ﴿ سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تنسى ﴾ [ الأعلى : ٦ ] ﴿ لاَّ تَخَافُ دَرَكاً وَلاَ تخشى ﴾


الصفحة التالية
Icon