قوله :« وإلياس » قال ابن مسعود : هو إدريس وله اسمان مثل « يعقوب » و « إسرائيل »، والصحيح أنه غيره؛ لأن - تعالى- ذكرهُ في ولد نوح، وإدريس جد أبي نوح، وهذا إلياس بن يسي بن فنحاص بن العيزار بن هارون بن عمران « كُلُّ مِنَ الصَّالحينَ ».
وقوله :« وإسماعيل » هو ابن إبراهيم.
و « إليسع » [ وهو ابن أخطوب بن العجوز ].
قرأ الجمهور « اليَسَعَ » بلام واحدة وفتح الياء بعدها.
وقرأ الأخوان : اللَّيْسَع بلام مشددة وياء ساكنة بعدها، فقراءة الجمهور فيها تأويلان :
أحدهما : أنه منقُولٌ من فعل مضارع، والأصل :« يَوْسَع » ك « يَوْعِد »، فَوقَعَتِ الواو بين ياء وكسرة تقديرية؛ لأن الفَتْحَةَ جيء بها لأجْلِ حرف الحَلْقِ، فحُذِفَتْ لحذفها في « يضع » و « يدع » و « يهب » وبابه، ثم سمي به مُجَرَّداً عن ضمير، وزيدت فيه الألف واللام على حَدِّ زيادتها في قوله :[ الطويل ]
٢٢٢٨- رأيْتُ الوَلِيدَ بْنَ اليَزِيدِ مُبَارَكاً | شَدِيداً بِأعْبَاءِ الخِلافَةِ كَاهِلُهُ |
٢٢٢٩- بَاعَدَ أمَّ العَمْرِ مِنْ أسِيرِهَا | حُرَّاسُ أبْوابٍ عَلَى قُصُورِهَا |
والثاني : أنه اسم أعْجَمِيُّ لا اشتقاق له؛ لأن « اليسع » يقال : إنه يوشع بن نون فَتَى موسى، فالألف واللام فيه زائدتان، أو معرفتان كما تقدم.
وهل « أل » لازمة له على تقدير زيادتها؟
فقال الفَارِسيُّ : إنها لازِمَةٌ شُذُوذاً، كلزومها في « الآن ».
وقال مالك :« ما قَارَنتِ الأدَاةُ نَقْلَهُ كالنَّضْرِ والنُّعْمضانِ، أو ارتِجَالَهُ كاليسع والسموءل، فإنَّ الأغْلَبَ ثُبُوتُ أل فيه وقد تحذف ».
وأما قراءة الأخوين، فأصله لَيْسَع، ك « ضَيْغَم وصَيْرَف » وهو اسم أعْجَمِيُّ، ودخول الألف واللام فيه على الوَجْهَيْنِ المتقدمين.
واختار أبو عبيدة قراءة التخفيف، فقال :« سمعنا هذا الشيء في جميع الأحاديث : اليسع ولم يُسَمِّهِ أحدٌ منهم الَّيْسع »، وهذا حُجَّةَ فيه؛ لأنه روى اللفظ بأحد لُغَتَيْه، وإنما آثَرَ هذه اللفظة لِخِفَّتِهَا لا لعدم صِحَّةِ الأخرى.
وقال الفراء في قراءة التشديد :« هي أشبهُ بأسماء العجمِ ».
قوله « يونس » ك هو يونس بن متى، وقد تقم أن فيه ثلاث لغات [ النساء : ١٦٣ ] وكذلك في سين « يُوسف » وقوله :« ولوطاً » وهو لوط بن هارون ابن أخي إبراهيم.
قوله :« وكلاَّ فَضَّلْنَا » كقوله :« كُلاَّ هَدَيْنَا ».
قوله :« عَلَى العَالَمِينَ » اسْتَدَلُّوا بهذه الآية على أن الأنبياء أفضل من الملائكة؛ لأن « العالم » اسم لكل موجود سوى الله - تعالى - فيدخل فيه الملائكة. وقال بعضهم : معناه فَضَّلْنَاهُمْ على عالمي زمانهم.